للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ الشعراوي .. واللغة (١)

الشيخ محمد متولي الشعراوي ظاهرة غريبة عجيبة في زماننا، وإن كان له أشباه ونظائر فيما سلف لنا من أيام، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وقد عرف جمهور الناس هذا الشيخ الجليل في أوائل السبعينات الميلادية، وكان صاحب الفضل في التعريف به وتقديمه للناس الأستاذ الفاضل النابه: أحمد فراج، وذلك من خلال برنامجه التلفزيوني المعروف يومئذ: «نور على نور»، وللتاريخ نقول: إن الذي قدم الشيخ الشعراوي للأستاذ أحمد فراج هم طائفة من أدباء السعودية ووجهائها، عرفوا للشيخ قدره وأنزلوه منزلًا كريماً أيام تدريسه بكلية الشريعة بمكة المكرمة، وللشيخ هناك أصداء عالية الرنين.

وقد بهر الشيخ الشعراوي آنذاك أسماع الناس وأبصارهم بثلاث حلقات تلفزيونية حول: الإسراء والمعراج، والقضاء والقدر، وحديث هند بن أبي هالة في صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويومها أدرك الناس - كل الناس - أنهم أمام صوت جديد يدعو إلى الله على بصيرة، بأسلوب مباين لكل ما ألفه الناس من أساليب الدعوة والتوجيه، وأنماط الوعظ والإرشاد، وإنما كان ذلك لأن الشيخ سلك في وعظه درباً غير مطروق، وورد ماء مهجوراً، وانتجع كلأ غير مرعي.

تكررت لقاءات الشيخ بالناس في البرنامج التلفزيوني المذكور، على فترات


(١) مجلة «الهلال» , فبراير ١٩٩٤ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>