الباحث قد عوَّل على هؤلاء الذين استشارهم - وذكرهم في مقدمة كتابه - فأشاروا عليه ببعض أصدقائهم الراحلين "وحسن في كل عين ما تود".
وثاني ما أناقش فيه الباحث الكريم: قضية الحيدة والموضوعية في ترجمة الأعلام، فعلى كاتب الترجمة أن يكون حذراً كل الحذر في صياغة الترجمة، وكبج جماح القلم، حتى لا ينزلق إلى ذكر الرأي الخاص، وهو من محاسن كتاب:"الأعلام" للزركلي رحمه الله، ولم يراع الباحث ذلك، فقد غلبه هواه، ومن ذلك ما ذكره في ترجمة الرئيس المصري "محمد أنور السادات"(ويلاحظ أنه ذكره في حرف الهمزة، وكان المنهج يقتضي أن يذكره في حرف الميم).
[إنكار حرب رمضان وشماتة لا تليق]
فمما قاله في هذه الترجمة:"أن السادات اشترك مع سورية في حرب خاطفة ضد إسرائيل ... غير أن إسرائيل استفادت من تلك الحرب أكثر مما خسرت"، وهذا خَلْف من القول، وباطل من الرأي، وأكثر الناس بغضاً للسادات لا يسعه أن يقول هذا، فإن حرب رمضان التي خطط لها وكتم خبرها وقادها السادات كانت نصرَ كبيراً للعرب ولمصر، وقد غسلت العار عن جبين الأمة العربية، وقد رأى الناس كلهم صورة الفيلق الإِسرائيلي المأسور بقيادة "عساف ياجوري"، ثم رأينا ورأى الناس تلك الاستحكامات والبنايات الراسخة التي أقامها اليهود في "عيون موسى" تحت الأرض وكأنها هي التي يقول الله عز وجلّ في وصفها: {لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر}[الحشر: ١٤]، نعم رأينا هذه البنايات المحكمة وقد دكها جيش مصر.
ثم يقول الباحث أيضاً عن مقتل السادات:"إنه قتل بطريقة مدهشة، وابتهج الناس بقتله"! وهذه شماتة لا تليق، ثم إن ذلك التعميم في قوله:"ابتهج الناس بقتله" غير صحيح، فلئن كان بعض الناس قد ابتهج بقتله، فإن كثيرين قد حزنوا له، ولم يقنع الباحث بذلك كله حتى نشر صورة الهجوم على المنصة، وأنا لا أدافع عن