للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتنبي .. وعلم المخطوطات (١)

يبدو أن أبا الطيب سيظل يملأ الدنيا ويشغل الناس، فما يكاد الأدباء يفرغون من قضية من قضاياه حتى تظهر لهم قضية أخرى.

وكان من سوالف الأقضية أني دعيت من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حاضرة المملكة العربية السعودية، للقيام بعمل هو من أحب الأعمال إلى نفسي وأعلقها بقلبي، وهو النظر فيما جمعته عمادة شؤون المكتبات بالجامعة، من نوادر المخطوطات ونفائسها، واستصفاء طائفة من تلك النوادر والنفائس، وتقديمها لأهل العلم؛ شاهداً ودليلاً على أنه لا يزال في الزوايا خبايا.

[والندرة أو النفاسة في علم المخطوطات ترجع إلى عدة أمور، منها]

(أ) أن يكون المخطوط بخط المؤلف، وهي الغاية التي ليس وراءها غاية.

(ب) أن يكون المؤلف قد أملى المخطوط على أحد تلاميذه فكتبه، وأثبت هو عليه خطه بصحة القراءة عليه، أو سماعه، أو إجازته.

(ت) أن يمتلك المخطوط أحد العلماء المشهورين، ويثبت عليه خطه بالقراءة أو التملك.

(د) أن يكون المخطوط وحيداً لا توجد منه إلا هذه النسخة.

(هـ) أن يكون المخطوط قديم النسخ.

وهذا هو المعيار العام في تقديم المخطوط، وهو القدم والقرب من المؤلف.


(١) مجلة «العربي» , العدد ٤٤٠, يوليو ١٩٩٥ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>