للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للخطيب البغدادي، ومثل: التكملة والذيل والصلة، للصاغاني، والأصل: الصَّحاح للجوهري.

وقد ترجم الأستاذ أحمد العلاونة لأربعمائة وستة وثلاثين علماً (٤٣٦)، وذكر أنه ابتدأ بوفيات سنة ١٣٩٦ هـ - ١٩٧٦ م، وهي السنة التي أعقبت وفاة الزركلي، ومعنى ذلك أنه ترجم للأعلام المتوفين فقط - وهو شرط الزركلي في الأعلام - ولكنه ذكر كلاماً في مقدمته يوحي بأنه ترجم لبعض الأحياء، وذلك قوله: "وبلوت من بعض المعارضين الذين يكتبون تراجمهم لي ولغيري خصالاً ذميمة، منها: أن أحدهم كان يفيض في ترجمته، ويغدق عليه كل مديح حسن، وينسب إليه ما ليس له، وإذا شارك في تأسيس شيء ما أفرده لنفسه، وإذا سئل عن عمره صغَّره ليقال: إنه نبغ صغيراً، فيرى القارئ حسناً ما ليس بحسن، فكان علي أن أغربل ذلك كله".

[مآخذ على الزركلي]

وقد رأى الباحث من تمام الفائدة أن يتعقب الزركلي في بعض ما سها عنه، أو أخل به، فذكر مآخذه هو عليه، ثم ذكر أيضاً مآخذ الأستاذ محمد أحمد دهمان، من علماء سورية، ومآخذ القاضي إسماعيل الأكوع من اليمن، وهذا كله جيد، فإن "النقد يجبر النقص ويقيم العوج ويصلح المُنآد"، وقد نقل الباحث كلمة شيخنا محمود محمد شاكر، برَّد الله مضجعه: "فإن جودة العلم لا تتكون إلا بجودة النقد ولولا النقد لبطل كثير علم ولاختلط الجهل بالعلم اختلاطاً لا خلاص منه ولا حيلة فيه".

وقد دعا الباحث العلماء إلى نقد كتابه، وهاأنذا أستجيب له، رعاية لحق العلم وأداء للأمانة، فأقول:

أول ما أناقشك فيه أيها الباحث الكريم: المعيار الذي اعتبرته للأعلام الذين يستحقون الترجمة، فأنت قد أخذت على الزركلي أنه ترجم لبعض المجاهيل أو ممن ليسوا أحق بالترجمة، وقد وقعت أنت في ذلك فترجمت لطائفة أعرف بعضهم عن قرب، فبعضهم دزَس لي وبعضهم كان صديقاً لي، وهم أهل فضل، لكنهم ليسوا هناك، ومحلهم من العلم محدود، وليس كل من ولي منصباً أو نال جائزة، أو شرف

<<  <  ج: ص:  >  >>