للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا شجره يا حلوه يا مفرعه ... شرفت أعمامك الأربعة

وهكذا والله.

ثم تجري المناقشة مصحوبة أيضاً بتلك الحال من البهجة والتطلق، والمزاح مع الطالب، ونعم نحن نتبسط مع أبنائنا في المرحلة الجامعية الأولى، بلون من المفاكهة، لندفع عنهم أسباب الملال، ثم لنغريهم باستقبال ما يرد عليهم من ألوان العلم، أما في هذا اليوم الكبير فلا، وإن جاء شئ من ذلك فيكون في أضيق الحدود.

وأسوأ ما يكون هو التوجه إلى الحضور بنوع من طلب الرضا والاستحسان، أو التماس والتأييد والنصرة، وكل ذلك يجر إلى المشاركة في المناقشة، وهذا عيب قادح فادح، فالكلام في هذه المواطن إنما يكون للجالسين على المنصة والطالب ليس غير.

أما ما يكون من تقارض الثناء بين أعضاء المناقشة، فهو باب واسع جداً، وأظهر ما فيه قول المناقش الثاني: إن زميلي الجليل الذي سبقني قد كفاني مؤونة الكلام في كثير من القضايا، وهذا كلام قد يكون صحيحاً، ولكن استفاضته وتفشيه وتتابع المناقشين عليه أذهب الثقة به.

فهذا ما كان حديث المقارنة بين الهيئة التي كانت تتم عليها المناقشات في الماضي، والهيئة التي تتم عليها الآن.

[حديث عجيب]

أما الحديث عن أسلوب بعض الأساتذة المناقشين في استقبال ذلك الأمر الجلل، وطريقتهم في إدارة الحوار، فهو حديث عجب، ولا سبيل إلى استقصائه وبلوغ الغاية منه، وأول ما تأتيك به المقارنة بين ما كان وما هو كائن في هذا الصدد: أن الأستاذ المناقش فيما مضى كان يدخل إلى المناقشة وهو محتشد، قد أخذ للأمر عدته، وجمع له أدواته، وكانت مناقشته، تطول جداً؛ لأنه أعطى الرسالة حظها من

<<  <  ج: ص:  >  >>