العربية والإسلام، وما زالت طائفة من أهله قائمة على حراسة موروثها من علوم الإسلام: حفاظاً على مخطوطاتها، وتحقيقاً لنفائسها، هذا إلى فضلهم القديم في شرح آثار المشارقة والعناية بها، فاتخاذ الرباط مقراً لهذه المنظمة الإسلامية، عمل صالح، إن شاء الله، على ما قال الزاهد الكبير يوسف بن أسباط رضي الله عنه:«وإنما يطيب الموضع بأهله».
كما كان من العمل الصالح أيضاً اتخاذ منظمة المؤتمر الإسلامي مدينة استانبول مقراً لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية. ولاستانبول في تاريخ الإسلام أيام بيض وصفحات مضيئة، ذكرت شيئاً منها في الهلال (ديسمبر ١٩٩٤) في كلمة عنوانها «تركيا والمخطوطات العربية»(راجع ص ٣١٢ من هذا الكتاب).
[التعريف بالتراث الإسلامي]
وتعلن هذه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية عن غاياتها وأهدافها التي تحرص على صيانة التراث الإسلامي ورعايته والتعريف به، كما تعمل على دعم الثقافة الإسلامية الأصيلة وحماية استقلال الفكر الإسلامي من عوامل الغزو الثقافي والمسخ والتشويه، ولتحقيق هذه الغايات تقوم المنظمة بعقد الندوات التي تتناول موضوعات بعينها، أو شخصيات بخصوصها، ثم تقوم بطبع حصيلة هذه الندوات في كتب يقرؤها الناس على مكث، وبجانب هذه المطبوعات الخاصة تقوم المنظمة بتحقيق ونشر ما تراه صالحاً ومفيداً من عيون المخطوطات العربية. ومن هذا وذاك وصل إليّ من مطبوعات المنظمة:
١ - الإمام الطبري في ذكرى مرور أحد عشر قرناً على وفاته (فقيهاً ومؤرخاً ومفسراً) جزءان.
٢ - الإمام الشافعي، الاحتفاء بمرور اثني عشر قرناً على وفاته.
٣ - أحمد بابا التمبكتي، بمناسبة مرور أربعة قرون ونصف على ولادته.