للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا بقضايا البلاغة من معان وبيان وبديع، فحين فسر قوله تعالى: {ومكروا ومكر الله} [آل عمران: ٥٤]، ذكر أن هذا من باب المشاكلة. واستشهد بقوله عز وجل: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: ٤٠]، ويقول أبي الرقعمق:

قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً

ومن جرأة الشيخ، بل قل: إنه من وفائه لعلومنا وتاريخنا، وأيضاً من بره بالعامة والارتقاء بأذواقهم وتوسيع مداركهم: ذكره لبعض مصطلحات العلوم الدقيقة، كأصول الدين أو علم الكلام، كالفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وصفات الربوبية وصفات الألوهية، وكأصول الفقه، من مثل قولهم: لمح الأصل - لا يعتد بالعارض - دلالة الاقتضاء واللزوم ... وهكذا كان حال علمائنا وواعظينا في كل الأزمان، كانوا يرون أن للعامة حقاً ونصيباً مفروضاً في هذه المعارف، إن لم يكن من طريق العلم والإحاطة، فمن باب الأنس بها والارتياح إليها.

وتذكر كتب التراجم والرجال أن حلقات الدرس والإملاء كانت تجمع أشتاتاً من الناس، من العلماء وممن دونهم، بل إن الآباء كانوا يحضرون أطفالهم مجالس الإملاء ويثبتون أسماءهم في طبقات السماع، بل كانت حلقات الدرس بالجامع الأزهر إلى عهد ليس ببعيد تجمع عوام الناس يجلسون إلى كبار العلماء، كتفاً إلى كتف مع طلبة العلم من أهل الاختصاص.

[الشيخ وعلوم القرآن]

علوم القرآن: مصطلح يراد به الأبحاث المتعلقة بالكتاب العزيز، من حيث معرفة أسباب النزول، وعلم القراءات والرسم، والمكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والغريب والإعراب إلى غير ذلك. وهذه القضايا مبثوثة في كتب التفسير، على منازلها ومناسبتها في سور القرآن الكريم، لكن العلماء أفردوها بتآليف خاصة، من أشهرها البرهان في علوم القرآن اللزركشي، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي. ويطوف الشيخ كثيرًا بهذه العلوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>