للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحاضرات الأدباء، للراغب الأصبهاني، والمستطرف من كل فن مستظرف للإبشيهي، والفلاكة والمفلوكين للدلجي، والكشكول والمخلاة، كلاهما للعاملي.

وهناك باب عظيم أيضاً من باب التراجم: هو ما يعرف بالسؤالات، وذلك أن يسأل عالم عالماً عن جملة من الرجال، مثل سؤالات أبي عبيد الآجري: أبا داود السجستاني، وسؤالات عثمان بن سعيد الدارمي: يحيى بن معين، وسؤالات أبي عبد الرحمن السلمي صاحب طبقات الصوفية: الدارقطني، وسؤالات الحافظ السلفي: خميساً الحوزي عن جماعة من أهل واسط.

وواضح أن هذه «السؤالات» تدور حول علم الرجال - وهو علم الجرح والتعديل - لكنها مع ذلك اشتملت على تراجم لغير المحدثين، ثم تضمنت فوائد جليلة في التاريخ وغيره، كما ترى مثلًا في «سؤالات الحافظ السلفي» المذكورة (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق).

[كتاب واحد]

ومن وراء ذلك كله: فإن التراجم تأتيك في غير مظانها - وهو في تراثنا باب طويل جداً - حسبي أن أشير إلى شيء منه هنا، رغبة في إفادة طالب العلم المبتدئ الذي قد تقع هذه المقالة في يده، أما أهل العلم وخاصته فهم أقدر مني على ذلك وأبصر، ثم إني أريد أيضاً أن أؤكد على أن المكتبة العربية كتاب واحد، وأن العلوم يحتاج بعضها إلى بعض، وأنه لا يغني كتاب عن كتاب.

معلوم أن تراجم الصحابة تلتمس من مصادرها: الطبقات الكبرى، لابن سعد، والاستيعاب، لابن عبد البر، وأسد الغابة، لعز الدين بن الأثير، والإصابة، لابن حجر. ولكنك إذا أردت ترجمة صحابي على نحو كامل مستوعب، فلا بد لك من النظر في كتب أخرى، منها دواوين السنة: صحاحها ومسانيدها، فقد أفرد أصحاب السنن في دواوينهم كتباً وأبواباً تسمى: المناقب أو الفضائل، ويسميها الحاكم النيسابوري في المستدرك: معرفة الصحابة. ولا غنى لك أيضاً عن النظر في كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>