للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هدي الساري مقدمة فتح الباري» لابن حجر، فقد أفرد فيه ابن حجر مكاناً ضخماً لتراجم الصحابة والتابعين، لا تقل إنه سيكرر في كتابه هذا ما ذكره في كتبه الأخرى مثل الإصابة أو تهذيب التهذيب، ولا تقل هذا، لأن في كل كتاب من الفوائد ما ليس في الآخر (وانظر على سبيل المثال ترجمة: عكرمة مولى ابن عباس في «تهذيب التهذيب» ٧/ ٢٦٣، وفي «هدي الساري» ص ٤٢٥، وتأمل الفرق بين مساق الترجمة في الكتابين).

ومن باب التماس التراجم من غير مظانها: ما تراه من تراجم اللغويين والنحاة الأوائل في مقدمة معجم «تهذيب اللغة» للأزهري، وفي كتاب «المزهر» في علوم اللغة للسيوطي، ثم ما نثره العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي في موسوعاته: خزانة الأدب، وشرح أبيات مغني اللبيب، وحاشيته على شرح قصيدة «بانت سعاد» لابن هشام، وشرحه على شواهد شرح التحفة الوردية. وباب التراجم عند البغدادي باب واسع جداً لأن مكتبته كانت ضخمة جداً.

وقل مثل هذا في كتاب المرتضى الزبيدي الضخم «تاج العروس» شرح القاموس، ففي هذا الكتاب أنساب وتراجم كثيرة جداً، وبخاصة ما يتصل بالمتأخرين.

وعلى ذكر اللغويين والنحاة، فإن أوسع ترجمة وأشملها لواضع النحو أبي الأسود الدؤلي، تراها في كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصبهاني، وما أبعد كتاب الأغاني عن طبقات اللغويين والنحاة! وقد جاءت ترجمة أبي الأسود في الأغاني طويلة جداً استغرقت ٣٨ صفحة من القطع الكبير - انظر: «الأغاني» ١٢/ ٢٩٧ - ٣٣٤ (طبعة دار الكتب المصرية).

والعلة في ذلك واضحة، وهي جامعة «التشيع» التي تجمع بين أبي الأسود وأبي الفرج. على أنه مما ينبغي التنبه له أن صلاح الدين الصفدي قد اعتبر «كتاب الأغاني» من مصادر كتب التاريخ، ووضعه في قائمة «التواريخ الجامعة» كتاريخ الطبري وما إليه (انظر: الوافي بالوفيات ١/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>