أقام مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي في أواخر أكتوبر الماضي ندوة عن "تاريخ الطباعة العربية حتى انتهاء القرن التاسع عشر"، وقد دارت محاور الندوة حول تاريخ الطباعة العربية في أوروبا وتركيا وبلاد الشام ومصر وشبه القارة الهندية والأمريكيتين والمغرب وبلاد فارس وشبه الجزيرة العربية، وروسيا وبلاد ما وراء النهر.
وقد دعيت إلى هذه الندوة وقدمت بحثاً مطولاً عن تاريخ الطباعة في مصر، في ذلك القرن الماضي. ويبدأ حديث الطباعة في مصر بتلك المطبعة الصغيرة التي أحضرها نابليون معه أيام حملته على مصر سنة ١٧٩٨ م، ليبعث من خلالها برسائله إلى المصريين، ثم لينشر بها بعض الرسائل والنصائح الطبية، استمالة لقلوب المصريين، ثم رحل نابليون عن مصر، وترك مطبعته ليقيم على أنقاضها محمد علي باشا مطبعة سميت أول الأمر المطبعة الأهلية، ويقال: إن محمد علي أنشأ مطبعته إنشاء، ولم يقمها على أنقاض مطبعة نابليون، ومهما يكن من أمر فقد أنشأ محمد علي مطبعته هذه على ضفاف النيل ببولاق سنة ١٨٢١ م، ثم تبعتها بعض المطابع الملحقة بإدارات الجيش والمدارس العليا، وبعد ذلك جاءت المطابع الأهلية، فهذه ثلاث مراحل في بداية الطباعة العربية في مصر، ولكل مرحلة قصة وتاريخ.