للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاسدة، والدعوة إلى هدم الواقع، أو تثبيت الأفكار عند مواضع العوج في دنيا الناس".

[لم يعاد يوسف إدريس]

نعم أفلت الشيخ الشعراوي من ذلك كله، فلم يستغضب أحداً، ولم يعاد أحداً، وحين عبس الدكتور يوسف إدريس في وجهه وتناوله وسخر منه، لم يثأر منه ولم يحرش جماهيره به، بل تركه حتى ذهب إليه الدكتور يوسف بنفسه، واعتذر إليه، وكأنه بذلك يحقق قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت]، ومن اللافت للنظر أن الشيخ الشعراوي قد ضمن هذه الآية الكريمة في شعر له قديم، قال:

يا من تضايقه الفعا ... ل من التي ومن الذي

ادفع فديتك (بالتي) حتى ترى (فإذا الذي)

وهذا لون من الشعر، يضمن فيه الشعراء شيئاً من القرآن الكريم، ويجعلونه في قوافيهم، ومنه قول الشاعر:

ألا يا أيها المرء الـ ... ـذي ألهمُّ به بَرَّحْ

وقد انشد بيتاً لم ... يزل في فكره يسنح

إذا اشتد بك العسر ... ففكر في (ألم نشرح)

فعسر بين يسرين ... إذا أبصرته فافرح

انظر: زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ٩/ ١٦٦.

وممن عرف بهذا اللون من الشعر أبو بكر محمد بن أحمد المعروف بالخباز البلدي، من شعراء الفرن الرابع، قال:

سار الحبيب وخلف القلبا ... يبدي العزاء ويضمر الكربا

قد قلت إذ سار السفين ... بهم والشوق ينهب مهجتي نهبا

لو أن لي عِزَّا أصول به ... (لأخذت كل سفينة غصبا)

<<  <  ج: ص:  >  >>