للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شعر المتنبي جملة، وكأنه يريد أن يقول: إن أبا الطيب لا يستحق كل هذه الضجة، وإنه لا ينبغي أن يحجب بشعره شعر الأوائل.

(د) نقده لشرح ابن جني لشعر المتنبي، وكأنه يريد أن يقول: إن إخضاع الشعر لقضايا النحو واللغة، على نحو ما يصنع ابن جني ومن على شاكلته، لا يكشف عن جوهر الشعر، ولا يستشرف آماده الرحبة الواسعة.

وهذه الفائدة التي جاءت بها مخطوطة شرح ديوان المتنبي، وأخلت بها مطبوعته، تقودنا إلى أهمية البحث الدائم عن المخطوطات العربية، وعدم الإخلاد إلى الراحة، والتعويل على ما بين أيدينا من المطبوعات.

[حاجتنا إلى المخطوطات]

ويأتي السؤال المهم: هل نحن في حاجة إلى مخطوطات جديدة، تكشف عن تراثنا وتجلوه بعد هذا القدر الهائل من المطبوعات، منذ ظهور المطعبة في القرن الخامس عشر الميلادي؟

وأقول: نعم، نحن في حاجة لا تنقطع إلى المخطوطات، وحاجتنا هذه لغايتين:

الغاية الأولى: البحث عن تلك المخطوطات التي تترود في كتب التراجم والببليوغرافيا، لعلمائنا، ويكثر النقل عنها والإحالة عليها في كتب اللاحقين، ولا نرى لها وجوداً في فهارس المكتبات، مطبوعة أو مخطوطة، والذي يغرينا بدوام البحث وعدم اليأس: تلك المخطوطات التي تظهر بين الحين والحين وكنا نعدها من المفقودات، وحديث ذلك معلوم عند أهل الاختصاص، ولي في ذلك تجارب أيام عملي بمعهد المخطوطات لا يعلم الناس عنها شيئاً، وذلك من خلال رحلات معهد المخطوطات إلى البلدان التي تكثر فيها المخطوطات مثل تركيا والمغرب واليمن وإسبانيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>