للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعلقت الآية بما بعدها. فإذا كانت الآية التالية مقول قول في الآية الأولى، وكان البدء بمقول القول هذا مما يوهم أن يكون إقراراً من القارئ وليس من المحكي عنه، وقف على رأس الآية الأولى اتباعاً للسنة، ثم يستأنف الآية الثانية تالياً الفعل السابق في الآية الأولى. مثال ذلك قوله تعالى في سورة الصافات: {ألا إنهم من إفكهم ليقولون (١٥١) ولد الله وإنهم لكاذبون (١٥٢)} [الصافات: ١٥١، ١٥٢]، يتلوها هكذا: ألا إنهم من إفكهم ليقولون. ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون. وما أكثر ما علَّمنا هذا الإمام الكبير!

ومع حرص الشيخ على كمال الأداء وحسن التجويد، فقد كان يعيب على بعض القراء المبالغة في ذلك، ويراه لوناً من التنطع والشقشقة. وللفائدة هنا فإني أذكر بأن مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي المتوفى سنة ٤٧٨ هـ، قد أخذ على قراء زمانه مبالغتهم في التجويد والتقعر في إخراج الحروف، وذلك في رسالة له لطيفة مطبوعة، سمَّاها «بيان زعل العلم»، وهي رسالة نافعة، عرض فيها الذهبي لأخطاء أهل العلم.

[نور القرآن]

وقد أضاء شيخنا القاهرة كلها بنور القرآن، فلم تكن مقرأة الإمام الشافعي هي المكان الوحيد الذي يجلس فيه للإقراء، فقد كان يبدأ يومه عقب صلاة الفجر بالإقراء بمسجد السيدة زينب، حيث يسكن الشيخ قريباً من المسجد الزينبي، وهناك مقارئ أخرى يحضرها الشيخ منها مقرأة بمسجد النقشبندي بجوار مستشفى أحمد ماهر بالقرب من باب الخلق، وكان موعدها يوم السبت، ومقرأة الجمعية التعاونية للبترول بشارع قصر العيني، يومي الاثنين والثلاثاء، ومقرأة يوم الأربعاء بمسجد بمنزل الحناوي بجاردن سيتي.

وقد تفرع من هذه المقارئ مقارئ أخرى، منها مقرأة الدكتور صادق بمنطقة الحلمية، بالقرب من القلعة. وهذا الدكتور صادق طبيب أطفال، وقد تلقى عن الشيخ القراءات السبع. وفي صوت هذا القارئ الطبيب صفاء وخشوع يأخذان بمجامع القلوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>