للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن فوائد هذا اللون من التأليف أنك ترى من حياة الشيوخ في تلك الكتب وخاصة أمرهم، ودقائق سلوكياتهم ما لا تراه في كتب التراجم العامة والخاصة، وما ظنك بتلميذ يكتب عن شيخه؟ والكتب في هذا اللون كثيرة، ومن أشهرها كتاب «فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي»، وأحب أن أسجل هنا أن عناية العلماء المغاربة بهذا الفن أظهر وأبين من عناية العلماء المشارقة. وقد كتب في ذلك كلاماً جيداً الدكتور عبد العزيز الأهواني يرحمه الله، في العدد الثاني من مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة.

ثم تأتي التراجم أيضاً في ذلك اللون من التأليف الذي يديره المصنفون حول علم واحد أو اثنين أو ثلاثة، ثم يستطردون من ذلك إلى تراجم أخرى بالتبعية أو المناسبة، كما ترى في: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد ابن الحسن الشيباني، للذهبي، ومناقب الشافعي، للبيهقي، ومناقب الإمام أحمد، لابن الجوزي، والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء: مالك والشافعي وأبي حنيفة، لان عبد البر، وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لابن عساكر، وسيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم، وسيرة عمر أيضاً، لابن الجوزي، والمصباح المضيء في خلافه المستضيء لابن الجوزي - وسأعيد حديثاً عنه مرة أخرى - ومحاسن المساعي في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي، لأحد رجال القرن التاسع، كما ذكر محققه وناشره الأمير شكيب أرسلان.

وتأتيك التراجم أيضاً فيما يسمى بكتب الحضارة الإسلامية، مثل المعارف لابن قتيبة، والمحبر والمنمق، كلاهما لابن حبيب، ومروج الذهب والتنبيه والإشراف، كلاهما للمسعودي، والأوائل، لأبي هلال العسكري، ولطائف المعارف، لأبي منصور الثعالبي.

وتأتي التراجم أيضاً في تلك الكتب التي يظن أنها من كتب المسامرات والمفاكهات والطرائف، مثل: أخبار الأذكياء، وعقلاء المجانين، وأخبار الحمقى والمغفلين، وأخبار الظراف والمتماجنين، وكل أولئك لأبي الفرج ابن الجوزي،

<<  <  ج: ص:  >  >>