للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «طبت في الظلال» أي في ظلال الجنة، حين كان في صلب آدم لما كان في الجنة، وهو قوله: «في مستودع»، أي في صلب آدم قبل أن يهبط إلى الأرض، ومنه قوله تعالى: {فمستقر ومستودع} [الأنعام: ٩٨]، أي مستقر في الأرحام، ومستودع في الأصلاب.

وقوله: «حيث يخصف الورق» يعني حيث خصف آدم وحواء عليهما الورق حيث بدت لهما سواءتهما. والخصف: ضم الشيء إلى الشيء وإلصاقه به، ومنه قولهم: خصفت النعل، أي رقعتها.

ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق

يعني هبوطه وهو نطفة في صلب آدم، لم يصر علقاً ولا مضغة.

بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسراً وأهله الغرق

يعني في صلب نوح، كما جاء في التنزيل: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون (٤١)} [يس: ٤١]، والسفين: جمع سفينة، واستعمل الجمع في موضع الواحد، كقولهم: شابت مفارقه، وإنما هو مفرق واحد.

وأراد بنسر: الصنم الذي كان قوم نوح يعبدونه. وإلجام الغرق: كناية عن وصول الماء إلى أفواههم التي هي موضع اللجام.

تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم يدا طبق

الصالب: الصلب، وهو الظهر، قال تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب (٧)} [الطارق: ٧]، والعالم: بفتح اللام: قيل هو كل موجود سوى الله تعالى، وقيل: هم كل ذي روح، وقيل: هم الإنس والجن. والمراد به ها هنا: الإنس خاصة؛ لأن الذكر لهم. والطبق ها هنا: القرن من الناس؛ لأنهم كالطبق للأرض، يطبقون الأرض ثم ينقرصون، ويأتي طبق آخر. والمراد أنه صلى الله عليه وسلم تنقل في أصلاب كريمة، وتناسخته أرحام مطهرة، فأدته زاكي الحسب، نقي الأصول، وعن ابن عباس

<<  <  ج: ص:  >  >>