للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن اللافت للنظر حقاً أن المخطوطات العربية ليست توجد في استانبول وحدها - العاصمة القديمة لتركيا - كما هو الشأن في المخطوطات التي تقتنيها الدول، أن تكون في عواصمها فقط، فإنك واجد مخطوطات كثيرة في غير استانبول، من أنحاء تركيا كلها شرقاً وغرباً وشمالًا وجنوباً، وقد أورد الأستاذ أحمد آتش في مقالة له بمجلة معهد المخطوطات العربية (المجلد الرابع - الجزء الأول) بعنوان: «المخطوطات العربية في مكتبات الأناضول» أورد إحصائية عن المكتبات الكائنة خارج استانبول، قال بعد أن أشار إلى المؤسسات العلمية في أنحاء تركيا: «ولما اضطرت الدولة العثمانية بعد القرن السابع عشر الميلادي إلى مدافعة قسم كبير من العالم الإسلامي ضد عدوان أوروبا، طرأ على هذه المؤسسات العلمية نوع من الإهمال، ومع ذلك فإنه قد بذل بعد منتصف القرن الماضي على عهد السلطان عبد الحميد (١٨٧٦ - ١٩٠٩) مجهود عظيم لإحياء هذه المؤسسات العلمية، وحسب إحصاء سنة (١٣١١ - ١٣١٢) المطبوع في استانبول من قبل وزارة المعارف، في سنة ١٣١٨، فقد ثبت أنه كان موجوداً في المملكة العثمانية ما عدا استانبول ٢٧٢ مكتبة، تحتوي على ٧٧٣، ٧٦ نسخة مخطوطة»، ثم ذكر أسماء هذه المكتبات ومكانها من بلدان تركيا، وعدد المخطوطات بها. ثم ذكر أنه يوجد الآن في الأناضول وضواحيها ٥٩ مكتبة، أوردها بأسمائها وبلدانها وعدد المخطوطات بها.

وقد زرت أنا من هذه المدن ورأيت مخطوطاتها: أدرنه - بورسة - إسكي شهر - كوتاهية - أماسية - قيسارية - سمسون - قونية، وهي بلد الصوفي الكبير جلال الدين الرومي، صاحب «المثنوي» وبها قبره، وبها أيضاً قبر صدر الدين القونوي الفقيه الشافعي الصوفي.

وعلى ذلك فقل أن تجد مدينة من بلاد تركيا المتراحبة الواسعة ليس بها مكتبة مخطوطات، وهذا فرق ما بين تركيا وبين سائر الدول التي تضم مخطوطات في عواصمها فقط، أو مدنها الشهيرة، كما ذكرت من قبل. وتستطيع أن تقول باطمئنان

<<  <  ج: ص:  >  >>