(١٠٩٤ هـ) - وهذا الكتاب من أعظم الكتب وأنفعها، وإني أنصح به كل طالب علم - وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، أتم تأليفه سنة (١١٥٨ هـ). وأبجد العلوم لصديق القنوجي (١٣٠٧ هـ). أما مؤلفات القسم الثاني فشيء كثير، لا يتسع له هذا المقام، انظره في مقدمة الدكتور حسن محمود الشافعي لكتاب: المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين، لسيف الدين الآمدي (٦٣١ هـ)، ثم انظر كتابي: الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم.
فهذا هو بناء المعجم العربي، بناء ضخم متماسك، واضح المعالم، قريب المورد، ميسور الاجتناء، ما لم تطبق عليه نظام المعجم الأوروبي، وتنتظر منه أن يعطيك ما يعطيكه ذلك المعجم.
وبعد: فإن من الخير والعدل أن نتوقف عن الطعن في معاجمنا اللغوية، ونمسك عن سوء الترتيب وتشويش المادة، نتجاوز هذا كله، ثم ننظر في أمر هذه المعاجم: نستدرك فائتها، ونكمل نقصها، ونبرز فوائدها، ونيسر سبيلها، وفي ذلك الطريق، أطرح هذه المقترحات:
أولاً: جمع اللغة التي جاءت في كتب العربية الأخرى غير المعاجم، وذلك ما تراه في أشعار العرب التي شرحها أئمة الأدب واللغة، من أمثال الأصمعي وتلميذه أبي نصر الباهلي، وأبي عمرو الشيباني، وأبي العباس الأحول، وابن السكيت وثعلب والسكري، وقد قام هؤلاء مادة لغوية غزيرة من خلال شروحهم لما جمعوه من شعر، هذا إلى اهتمام علماء كل فن وعلم باللغة، يقدمونها بين يدي علومهم، كالذي تراه مثلًا في شراح أبي علي الفارسي لمفردات اللغة في كتابه: الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب، وكذلك ما صنعه ابن الشجري في كتابه: الأمالي النحوية. وبعذ هذه الشروح اللغوية لم يرد في المعاجم اللغوية المتداولة، وقد تنبه إلى ذلك ونبه عليه مشايخنا فيما نشروه من كتب الأوائل، ومن ذلك ما ذكره شيخنا أبو فهر بآخر طبقات فحول الشعراء باسم «ألفاظ من اللغة أخلت بها المعاجم أو قصرت في بيانها»، وما ذكره أستاذنا عبد السلام هارون رحمه الله، من إحصاء