للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنطق "، وما صنعه ابن قتيبة في "أدب الكاتب".

أما النهضة الأدبية المواكبة لذلك الاهتمام النحوي في القرون الثلاثة المذكورة، فلست أعرف سبيلاً للتدليل عليها، ولا أحسب أن الأستاذ حجازي يخفى عليه مكان هذه الكتب واجتماع النحو واللغة والأدب فيها: البيان والتبيين للجاحظ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والكامل للمبرد، وأمالي أبي علي القالي، ويبرز كتاب الكامل من بين هذه الكتب، بعنايته الفائقة بالنحو.

أما الشعر والشعراء فلا يخفى تألفهما في تلك القرون الثلاثة التي اهتم فيها أهل العلم بالنحو، وهاتان قائمتان بأبرز النحاة وابرز الشعراء الذين تعاصروا في ذلك الزمان، أسوقهما تذكرة للمبتدئين، أما أهل العلم فهم أقدر مني على معرفة ذلك:

النحاة: سيبويه (١٨٠ هـ)، الكسائي (١٨٩ هـ)، الفراء (٢٠٧ هـ)، المبرد (٢٨٦ هـ)، ثعلب (٢٩١)، الزجاج (٣١١ هـ)، ابن السراج (٣١٦ هـ)، السيرافي (٣٦٨ هـ)، أبو علي الفارسي (٣٧٧ هـ)، ابن خالويه (٣٧٠ هـ)، ابن جني (٣٩٢ هـ).

الشعراء: بشار بن برد (١٦٧ هـ)، أبو نواس (١٩٨ هـ)، مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغواني (٢٠٨ هـ)، أبو العتاهية (٢١١ هـ)، أبو تمام (٢٣١ هـ)، ابن الرومي (٢٨٣ هـ)، البحتري (٢٨٤ هـ)، ابن المعتز (٢٩٦ هـ)، المتنبى (٣٥٤ هـ)، أبو فراس الحمداني (٣٥٧ هـ)، الشريف الرضي (٤٠٦ هـ).

ومن المعروف أنه كانت هناك خصوصية بين بعض هؤلاء النحاة وبعض هؤلاء الشعراء، أذكر منها ما كان بين أبي العباس المبرد والشاعرين البحتري وابن الرومي، فالبحتري يدعو المبرد إلى حضور مجلسه على النهر، في قصيدة يقول فيها:

ودوام المُدام يُدْنيك ممَّن ... كأن تهوى وإن جفاك الحبيبُ

فائتنا يا محمد بن يزيد ... في استتار كي لا يراك الرقيبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>