الرسميات والمواعيد المضروبة من قبل. يقول الأستاذ فتحي رضوان، في وصف ذلك البيت الشاكري:
"كان بيته ندوة متصلة لا تنفَفضّ، من أعضائها الثابتين: يحيى حقي، إذا حضر من أوروبا، وعبد الرحمن بدوي، وحسين ذو الفقار صبري، وغيرهم وغيرهم، ولم يكن من حظّي أن أكون عضواً دائماً فيها، فقد كنت ألمّ بهم أحياناً، فأراهم وأرى من العالم العربي كله، ومن العالم الإِسلامي على تراميه، شخصيات لا حصر لها، تتباين بعضها عن بعض، في الرأي والمظهر والثقافة واللهجة والشواغل والمطامح، ولكنها تلتقي كلها عند محمود شاكر، تسمع له وتأخذ عنه وتقرأ عليه وتتأثر به. وكلما كان من حظي أن أشهد جانباً من هذه الندوة أحسست بسعادة غامرة، أن يبقى ركن في بلدي كهذا الركن، ينقطع أصحابه للفكر والدرس والتحدث في أمور لا تجد من يسمع بها أو يعرف عنها شيئاً في مكان آخر".
وإذا كان الأستاذ فتحي رضوان قد ذكر من عرفهم من أعلام المفكرين والأدباء، الذين كانوا يختلفون إلى بيت محمود شاكر، في الخمسينيات وما قبلها، فإني ذاكر أيضاً من عرفتهم في هذا المجلس العامر، على امتداد الستينيات والسبعينيات: عبد الرحمن صدقي وعلي أدهم وحسن كامل الصيرفي ومحمود حسن إسماعيل ووديع فلسطين وعلي أحمد باكثير ويوسف شوقي وعبده بدوي.
ومن أعلام العرب وأدبائه: أحمد المانع، وناصر الدين الأسد، وأحمد راتب النفاخ، وإحسان عباس، وشاكر الفحام، وإحسان النص، ومحمد يوسف نجم، ووليد عرفات، وعبد القدوس أبو صالح، عبد الله الطيب المجذوب، وحمد الكبيسي، ونوري الفيسي، وعبد الله الجبوري، وهاشم الطعان، وبشار عواد معروف، وإبراهيم السامرائي، ويعقوب الغنيم وأخواه عبد الله ومرزوق، وجمعة الياسين، وصالح العثمان، وعبد الله العيسى، وعبد الله عسيلان، وإبراهيم شبوح، ومحمد بن شريفة، وعبد السلام الهراس، والحبيب اللمسي .. فهل وجدت هؤلاء قد اجتمعوا يوماً عند أديب من أدباء مصر! ثم يتسع المجلس أيضاً للطلاب