منارات وصوّى على طريق العلم والمعرفة، ورصداً عظيماً لمسيرتنا الفكرية، ثم كانت لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أنشأها سنة ١٩١٤ م مع مجموعة من الشباب النابهين في ذلك الوقت: أمين مرسي قنديل، وعبد الحميد العبادي، ومحمد صبري أبو علم باشا، ومحمد عوض محمد، ومحمد بدران - كانت هذه اللجنة منارة علم ضخمة. فكان من حقه علينا أن نوقّر تاريخه ونرعاه في احترام أولاده وأحفاده، وايضا فمان الأستاذ حسين من كتاب الهلال، فبهذه المنزلة يكون عتابنا وحديثنا للأستاذ حسين أحمد أمين. ونسأل الله العصمة من الخطأ والزلل.
والهجوم على محمود محمد شاكر بدأ غداة وفاته، وكان أول من نَقَب هذا النَّقْب السيدة صافيناز كاظم، في كلمة لها بجريدة الدستور ٢٠/ ٨/١٩٩٧، أي بعد وفاة الشيخ بثلاثة عشر يوماً، وهي كلمة تقطر غضبا، وتوشك أن تكون شماتة بالموت الذي هو غاية كل حي، وما أصدق الفرزدق:
وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلاً بعدهم وتقدّموا
وكنت حقيقاً أن أردّ على الأستاذة صافيناز لولا أني رأيت ثورتها ترجع إلى مقابلة جافة من الشيخ لها، في يوم من أيام سنة ١٩٨٢، وبعض الكتاب الذين تتردد أسماؤهم كثيراً في الصحف ووسائل الأعلام يرون لأنفسهم حقاً على الناس، كل الناس أن يهشوا لهم وان يستقبلوهم بكل ما وسعهم من أسباب الترحيب والبشاشة، وما أريد أن أستطرد في مناقشة الأستاذة صافيناز؟ لأني أرى في كتاباتها في السنوات الأخيرة وجوها من الخير ينبغي أن نستبقيها وأن نستزيد منها (إحنا ما صدقنا! )، لكني أحب أن أنشدها قول أبي العلاء:
لا تظلموا الموتى وإن طال المدى ... إني أخاف عليكم أن تلتقوا
ثم قول أبي العتاهية:
إلى الديَّان يوم العرض نمضي ... وعند الله تجتمع الخصومُ
ونترك السيدة صافيناز لنأتي إلى صديقنا الأستاذ نسيم مجلى، فقد كتب بعد