والحديث والأصول واللغة والتاريخ والطب والأدب وغير ذلك من فنون التراث.
ويمكن لي أن أسجل ثلاث حقائق اتسم بها نتاج تلك الفترة من كتب التراث:
أولاً: أن النظر للتراث كانت شمولية ترمي إلى إظهار كنوزه ونشر الأمهات والأصول في كل فن، ولم يكن الدافع مادياً؛ لذلك غلب على الطباعة طباعة الموسوعات.
ثانيا: ً دور الأزهر كان بارزاً وبصمته كانت مميزة على نشاط المطبعة خلافاً للحال في لبنان الذي سيطر عليه القساوسة والرهبان.
وانتشرت الكتب التي كانت تطبع على نفقة بعض محبي العلم، وكان على رأس من قام على تصحيح الكتب وإخراجها الشيخ نصر الهوريني، والشيخ محمد عبد الرحمن المشهور بقطة العدوى.
وظلت مطبعة بولاق تعمل وحدها قرابة أربعين سنة، ثم ظهرت المطابع الأهلية التي كانت أولها المطبعة الأهلية القبطية (الوطن فيما بعد)، ثم تلتها مطبعة وادي النيل، ثم تتابعت المطابع وتكاثرت.
والذي يهمنا أن نقف أمام ثلاثة أمور جديرة بالتأمل في تقييم أعمال تلك المرحلة:
١ - حرص المطابع في كثير من منشوراتها على طبع كتاب أو أكثر بهامش الكتاب الأصلي أو بآخره لصلة ذلك الكتاب، أو لمجرد نشر الكتب على أوسع نطاق. ومن الطريف أن نرى خمسة كتب مطبوعة في كتاب واحد، وفي صفحة واحدة اجتمعت خمستها في الصلب والهامش مفصولة بجداول.
إن ظاهرة طبع الكتب بهامش كتب أخرى هي ظاهرة فريدة دالة بوضوح على أن القوم كانوا في سباق لنشر العلم وإذاعته.
٢ - أن الذين تولوا طباعة الكتب وتصحيحها كانوا من طبقة المشايخ