٦ - العبر في خبر من عبر (١)، للحافظ الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هـ، وهو مختصر لكتابه الكبير «تاريخ الإسلام»، حقق الأستاذ منه الجزئين الثاني والثالث. وطبعا بالكويت سنة ١٩٦١ م.
٧ - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (مكة) لتقي الدين الفاسي المتوفى سنة ٨٣٢ هـ وهو أكبر موسوعة في تاريخ مكة ومن عاش فيها أو دخلها أو سكنها من العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء وغيرهم. حذا فيه مؤلفه حذو الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، والحاكم النيسابوري في تاريخ نيسابور، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والسمعاني في تاريخ مرو. والكتاب في ثمانية أجزاء حقق الفقيد العزيز منه الأجزاء من الثاني إلى السابع، وأعجلته المنية عن إتمام الثامن. وقد كان في نيته رحمه الله أن ينشر «ذيل العقد» لابن فهد المكي تلميذ الفاسي. وقد رأيت بعيني مدى ما كابده الأستاذ من جهد في تحقيق الكتاب. ومكة البلد الأمين مهوى الأفئدة ومطمح الأنفس، ارتبطت أرضها الحرام بأداء ركن من أركان الإسلام، فلن تحد عالماً من علماء الإسلام إلا وردها حاجّاً مجاوراً. ومن هنا كثرت تراجم هذا الكتاب، وانفسح مجال القول أمام الفاسي، فأكثر من النقول والنصوص، ونقل أسماء المترجمين ووفياتهم من أحجار القبور (وتلك منزلة عليا في درجات التأريخ). فكان لزاماً على من يتصدى لتحقيق مثل هذا العمل أن يشارف ذلك المستوى في التحقيق والتوثيق. وقد فعل الرجل، ورجع إلى مصادر الفاسي، مطبوعها ومخطوطها - وما أكثر - وصحح كثيراً من الأسماء والبلدان.
وقد كان رحمه الله حجة في ضبط الأعلام والأنساب. وعلى هذا الذكر أقول إن الأستاذ كان كثير الرجوع في ضبط الأعلام إلى «تاج العروس» للمرتضى الزبيدي، وكان دائم الإشادة بالتاج فيما يتصل بذكر الأعلام والأنساب والألقاب والبلدان. وكان يقول لي كثيراً: إن هذه فضيلة للتاج عري عنها «لسان العرب» لابن منظور. وقد ابتدأ طبع العقد الثمين بالقاهرة سنة ١٩٥٩ م، وحقَّق الفقيد الجزء الثاني عام ١٩٦٢ م.
(١) انظر في ضبط اسم الكتاب ص ٢٩٧, في مقالة الطناحي حول الهجرة وكتابة التاريخ الإسلامي.