ونقرأ من أسماء المحققات وناشرات النصوص عددا محدوداً من الأسماء، ففي مصر: سيدة كاشف، التي شاركت في نشر كتاب "المغرب في حلي المغرب" قسم مصر، لابن سعيد، وفوقيه حسين محمود، التي نشرت من آثار إمام الحرمين الجويني:"لمع الأدلة في قواعد أهل السنة والجماعة" و"الكافية في الجدل"، وهدى قراعة، التي نشرت:"ما ينصرف وما لا ينصرف" للزجاج، و"معاني القرآن" للأخفش.
وفي البلدان العربية أيضاً، برزت أيضاً أسماء محققات نابهات، ففي العراق: ابتسام مرهون الصفار، وفاطمة حمزة الراضي، وناجية عبد الله إبراهيم، وبهجى عبد الغفور الحديثي، وفي سوريا: أسماء الحمصي، ودرية الخطيب، وناديا علي الدولة، وفي الكويت: سهام الفريح، وفاطمة الراجحي.
ويدور معظم نشاط هؤلاء النسوة في مجال الدراسات الجامعية، ولا أعرف من النساء من مدت يداً في نشر التراث خارج هذه الدائرة إلا الأدبية اللبنانية وداد القاضي، التي زاحمت كبار المحققين الرجال، ولا عجب في ذلك، فقد تلقت أصول هذا الفن على يد شيخها إحسان عباس، وقد أعانته في نشر موسوعات تراثية كبار، مثل: وفيات الأعيان، وفوات الوفيات، وذخيرة ابن بسام، ونفح الطيب، ومن أبرز تحقيقات وداد القاضي:"البطائر والذخائر" لأبي حيان (عشرة أجزاء)، وكان نشرها هذا الكتاب عزمة من عزماتها، إذ كان أحمد أمين والسيد أحمد صقر قد نشرا منه جزءاً واحدا عام ١٩٥٣ م ثم توقفا عن نشره، ومن تحقيقاتها أيضاً: الأجوبة المسكتة، لابن أبي عون، والإشارات الإلهية لأبي حيان، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان، كما شاركت في نشر كتاب "الوافي بالوفيات" للصدفي، بتحقيق الجزء السادس عشر.
ومن هؤلاء النسوة اللاتي عملن في تحقيق النصوص خارج دائرة الدراسة الجامعية: العراقية خديجة الحديثي، فقد نشرت "ديوان أبي حيان النحوي"، ثم شاركت في تحقيق "البرهان في وجوه البيان" لابن وهب، وهو ذلك الكتاب الذي