يسرقون ويدينهم القضاء، ثم لا تفعل الجامعة معهم شيئًا، فمن حق هذا الطالب السارق أن ينشد قول الشاعر:
سرقتُ مالَ أبي يومًا فأدَّبَني ... وجُلَّ مالِ أبي يا قومنا سَرَقُ
والأمر الثاني: أن مقدم الرسالة يتلقى تصحيحات كثيرة وتعديلات كثيرة على رسالته، وبعد أن يحصل على الدرجة والتقدير، يخرج وكأن شيئًا لم يكن، وحين يطبع الرسالة ويخرجها إلى الناس لا يعتني كثيرًا بالإصلاحات التي قدّمها له أساتذته، بل إن بعضهم يبلغ به اللؤم أنه حين يخرج الرسالة كتابًا مقروءًا يُسقط منها الشكر الذي قدمه للمشرف وللمناقشين، ومن العجب أن بعض الذين يفعلون هذا شباب طيبون، وأصحاب فضل وعلم، ولكنها العدوى التي تحتاج الناس كالوباء العام.
والراية عندي أن الطالب لا يُجاز على رسالته الإجازة المشفوعة بالدرجة إلا بعد أن يقدم نسخة من رسالته محررة ومستفيدة من إصلاحات أساتذته، فإذا ما أخرجها للناس بآفاتها وبإسقاط أسماء مشرفه ومناقشيه سُحِبت منه، وأعلنت فضيحته على الناس.
فيا زملاءنا الأعزاء: أعرف أن عندكم علمًا كثيرًا، ولكني أدعوكم أن تخرجوه للناس ولا تضنّوا به، واعلموا أن ما تؤجرون عليه من المجلات الغنية، وبرامج التليفزيون الخليجية إنما أخذتموه باسم الجامعة الضخم، وبالطيلسان الجامعي الفضفاض، فأنتم في الأصل معلمون، فأعطوا الجامعة حقها عليكم، وأخلوا وجوهكم لطلبتكم، وأعطوهم حظهم من العناية والتوجيه، وخُذوهم بالجد، ثم أعيدوا للرسائل الجامعية بهاءها ووقارها وشرفها.