للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحسيني، وهو في تراجم رجال القرن الثامن الهجري. وقد نشرته وزارة الإرشاد والأنباء بالكويت.

وفي سنة ١٩٧٣ م صنع فهرساً لمؤلفات العرب المخطوطة والمطبوعة، في الطب والصيدلة، وقدمه إلى مؤتمر الطب والصيدلة عند العرب، الذي عقدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية. وقد أثنى أعضاء المؤتمر على هذا الفهرس وأوصوا بطبعه.

وفي عام ١٩٧٤ م نظمت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بالاشتراك مع المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ندوة عن «الجبرتي المؤرخ»، وقد رحمه الله في هذه الندوة بحثاً عن «آثار الجبرتي المخطوطة والمطبوعة».

وحين استوت لرشاد عبد المطلب هذه المعرفة الجامعة المحيطة خلال حياته المصابرة المثابرة، حسده الحاسدون بغياً وعدواً، وما نقموا منه إلا أنه حصَّل ما لم يحصله غيره، وفقه ما لم يفقهه سواه من هؤلاء الذين ينتسبون إلى التراث وجاهة أو منصبًا، وحين كلَّت خطاهم وقعدت بهم هممهم عن اللحاق به سلقوه بألسنة حداد:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالناس أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لدميم

وقد صبر على ما كذب وأوذي حتى أتاه أمر الله.

والآن وقد ذهب الرجل إلى رحاب ربه - تاركًا في القلوب حسرة لا تنقضي، وفي فن معرفة المخطوطات فراغاً يبعد أن يُشغل - نسأل الله العليّ القدير أن يغفر له ويرحمه، وأن يجعل كل ما قدمه لتراث هذه الأمة، في موازينه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير مُحضراً.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>