للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الخزانة الجزء الرابع من كتاب «غريب الحديث» لابن قتيبة، بخط أندلسي؟ وقع الفراغ من نسخة سنة ٥١٧ هـ، وهذا الكتاب نادر جداً في مكتبات العالم. وتنبيهات وتعاليق على كتاب «الكامل» للمبرد، من تأليف أبي عبيد البكري، والوقَّشي، والبطليوسي، وهذه التنبيهات والتعاليق لا توجد في مكان آخر من مكتبات العالم، فيما انتهى إليه علمي.

وفي العصر الحديث لم يستطع الاحتلال الفرنسي أن يطمس الوجوه العربية في المغرب فيردها على أدبارها بربرية أو أعجمية. فهذا مسجد القرويين يموج بالعلم والمعرفة، وينهض في المغرب بما ينهض به الأزهر في المشرق. وقد أدرك المغاربة المعاصرون جلال هذا الموروث الضخم الذي آلَ إليهم، فتلقوه بكلتا اليدين، وشدوا يد الضنانة عليه، ولقد بلغ من احتفالهم به وحرصهم عليه أن أقاموا حوله الجدر، وبنوا عليه الحيطان، حذراً عليه في بعض الأماكن التي خيف عليه فيها من بطش الباطشين واعتداء المعتدين.

ويبرز من بين رجالات هذا العصر عالم فحل، قدم للتراث العربي يداً باقية، حين سعى جاهداً وعمل مخلصاً في جمعه وحفظه، ذلك هو محمد عبد الحي ابن عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني الفاسي، عرف باسم: عبد الحي الكتاني.

كان هذا الرجل شغوفاً بالكتب مولعاً بجمعها، مع علم غزير واطلاع واسع، وقد وقف حياته على الكتب، ونذر نفسه للعلم، فطوف الكثير، ولقي العلماء، وكاتب واستجاز من لم يلقهم.

يقول رحمه الله عن نفسه، في مقدمة كتابه «فهرس الفهارس»: «فرحلت لأقاصي البلدان وشاسع الأطراف والسكان، من حجاز ومصر وشام، وتونس والجزائر وبلاد المغرب الأقصى حواضره وبواديه، وكاتبت أهل الجهات البعيدة كالعراق واليمن والهند واسطنبول وصحراء إفريقية شنقيط (موريتانيا الآن) وغيرها، رغبة في الاستكثار، فحصل لي من ذلك ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر

<<  <  ج: ص:  >  >>