للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال موسى بن عُقبة: عن كُرَيب، عن ابن عباس، عن قصة عمرَ نحو ما تقدَّم، لكن فيه: أنَّ عمرَ كان قد نام، ثم واقع أهلَه، ثم أخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «ما كنتَ خليقًا أن تَفعَلَ»، ونزل الكتاب: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} الآية (١).

وقد كان هذا شرعًا في أوَّل الإسلام، أن الرَّجل يحلُّ له الطعامُ والشرابُ والوقاعُ حتى يصلِّي العشاءَ أو ينامُ قبل ذلك، فمتى وَجَد أحدَهما حَرُمَ عليه ذلك، فنَسَخه اللهُ إلى أخفَّ منه، ولله الحمدُ والمنَّة.


= حدَّثنا أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: نزل رمضانُ فشقَّ عليهم، فكان من أطعم كلَّ يوم مسكينًا ترك الصومَ ممن يُطيقه، ورُخِّص لهم في ذلك، فنسختها: {وأن تصوموا خير لكم}.
قال الحافظ في «الفتح» (٤/ ١٨٨): واختُلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وطريق ابن نُمَير هذه أرجحها.
وقال في «العجاب في بيان الأسباب» (١/ ٤٣٠): وهذا أصح من رواية المسعودي.
وأخرج البخاري في «صحيحه» (٤/ ١٢٩ رقم ١٩١٥ - فتح) في الصوم، باب قول الله جلَّ ذِكره: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ...} من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: كان أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم إذا كان الرَّجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يُفطِرَ لم يأكل ليلتَه ولا يومَه حتى يمسي، وإنَّ قيس بن صِرمة الأنصاري كان صائمًا، فلمَّا حضر الإفطارُ أتى امرأتَه فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلِقُ أطلبُ لك، وكان يومَه يعملُ، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلمَّا رأته قالت: خيبةً لك، فلمَّا انتصف النهار غُشي عليه، فذُكر ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}.
(١) هذه الرواية لم أقف عليها مسندة، وذكرها الحافظ في «العجاب في بيان الأسباب» (١/ ٤٣٦ - ٤٣٧)، وقال: وهذا سند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>