للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر آخر

(٨٢) قال ابن أبي الدُّنيا (١):

ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا يزيد بن هارون، أنا الجُرَيري، عن أبي نَضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أَسيد قال: كان عمرُ -رضي الله عنه- يَعُسُّ المسجدَ بعد العشاءِ، فلا يَرى فيه أحدًا إلا أَخرَجَهُ، إلا مَن يصلِّي، فمَرَّ بنفرٍ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيهم أُبَيّ بن كعب فقال: ما خلَّفَكُم بعد الصلاة؟ قالوا: جَلَسنا نذكرُ اللهَ تعالى. فجلس معهم، ثم قال لأدناهم إليه: هاتِ. قال: فدعا، فاستَقرَأَهم واحدًا واحدًا (٢) يَدعون، حتى انتهى إليَّ، وأنا إلى جنبه، فقال: هاتِ. فحَصِرتُ، وأخذني من الرِّعدة إفكِلٌ (٣)، حتى جعل يجدُ مَسَّ ذلك منيِّ، فقال: ولو أن تقولَ: اللهمَّ اغفر لنا، اللهمَّ ارحمنا. قال: ثم أُخِذَ عمر، فما كان في القوم أكثرَ دمعةً منه، ولا أشدَّ بكاءً، ثم قال: إيهًا! الآن فتَفَرَّقوا.


(١) لم أقف عليه في مظانِّه من مصنَّفاته المطبوعة.
وأخرجه -أيضًا- ابن سعد (٣/ ٢٩٤) -ومن طريقه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ص ٢٦٣) - والبلاذُري في «أنساب الأشراف» (ص ٢٣٦) من طريق يزيد بن هارون، به.

وفي إسناده الجُرَيري، سعيد بن إياس، وكان ممَّن اختَلَط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه. انظر: «الكواكب النيِّرات» (ص ١٨٧).
(٢) قوله: «واحدًا واحدًا» كذا ورد بالأصل. وكَتَب المؤلِّف بجوارها في حاشية الأصل: «رجلاً رجلاً»، وكَتَب فوقها «خ»، إشارة إلى وروده في نسخة.
(٣) كذا ضبطها المؤلِّف بكسر الكاف، وضبطها ابن الأثير في «النهاية» (١/ ٥٦) بالفتح، وقال: الأَفكَل: الرِّعدة من برد أو خوف، ووزنه: أفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>