للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنَّه إسناد جيد (١)، فإنَّ ثابت بن الحجَّاج هذا: جَزَري ثقة (٢)، وشيخه عبد الله بن سِيدان -كما ترى- قد أدرك أَيام الصِّديق، ولكن قال البخاري (٣): لا يُتابَع على حديثه هذا.

وقال أبو القاسم اللاَّلَكَائي (٤):

هو مجهول، لا تقوم بروايته حجَّة، والله أعلم.


(١) هذه العبارة متعلِّقة بحديث عبد الله بن سِيدان.
(٢) انظر: «تهذيب التهذيب» (٢/ ٤) و «طبقات ابن سعد» (٧/ ٤٧٩).
(٣) في «التاريخ الكبير» (٥/ ١١٠ رقم ٣٢٨).
(٤) كما في «ميزان الاعتدال» (٢/ ٤٣٧).
وردَّ ذلك أبو الخطاب الكَلوذاني، فقال في «الانتصار في المسائل الكبار» (١/ ٥٨١): بل هو معروف من كبار التابعين من بني سُليم، وقد صحَّح أحمد حديثه وأخذ به.

وقال الحافظ ابن رجب في «فتح الباري» له (٨/ ١٧٣): وهذا إسناد جيد، وجعفر حديثه عن غير الزهريِّ حجَّة يحتجُّ به، قاله الإمام أحمد، والدارقطني، وغيرهما، وثابت بن الحجَّاج: جزري تابعي معروف، لا نعلم أحدًا تكلَّم فيه، وقد خرَّج له أبو داود، وعبد الله بن سِيدان السُّلمي المطرودي، قيل: إنه من الرَبَذة، وقيل: إنه جزري، يروي عن أبي بكر، وحذيفة، وأبي ذرٍّ، وثَّقه العِجلي، وذَكَره ابن سعد في طبقة الصحابة ممَّن نزل الشَّام، وقال: ذَكَروا أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وقال القُشيري في «تاريخ الرَّقَّة» [ص ٣٥]: ذَكَروا أنه أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وأما البخاري فقال: لا يُتابَع على حديثه، كأنه يشير إلى حديثه هذا، وقول ابن المنذر [«الأوسط» (٢/ ٣٥٥)]: إنَّ هذا الحديث لا يثبت؛ هو متابعة لقول البخاري، وأحمد أعرف بالرِّجال من كلِّ مَن تكلَّم في هذا الحديث، وقد استدلَّ به، واعتمد عليه، وقد عضد هذا الحديث أنه قد صحَّ من غير وجه أنَّ القائلة في زمن عمرَ وعثمانَ كانت بعد صلاة الجمعة، وصحَّ عن عثمانَ أنه صلَّى الجمعة بالمدينة، وصلَّى العصرَ بمَلَل. خرَّجه مالك في «الموطأ» [١/ ٤١]، وبين المدينة ومَلَل اثنان وعشرون ميلاً، وقيل: ثمانية عشر ميلاً، ويبعد أن يلحق هذا السَّير بعد زوال الشمس. انتهى كلام الحافظ ابن رجب.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (٢/ ٣٨٧) و «إرواء الغليل» (٣/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>