للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأخطل:

جارية من قيس بن ثعلبة ... كأنها حلية سيف مذهبة (١)

والكنى في ذلك بمنزلة الأسماء؛ لأنها وضعت علما وهي كالاسم الغالب، وذلك قولك (هذا أبو عمرو ابن العلاء)، و (هذا زيد بن أبي عمرو) فهو للرجل ولابنه كالاسم وقد قالت العرب: هذا رجب من بني أبي بكر بن كلاب) فحذف التنوين من (أبي بكر).

وقال الفرزدق:

ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها ... حتّى أتيت أبا عمرو بن عمّار (٢)

وقال الآخر:

فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا صخر بن عمرو (٣)

واختلفوا في السبب الذي حسن حذف التنوين من قولك: (هذا زيد بن عمرو)، فكان سيبويه يذهب في ذلك إلى أن السبب فيه كثرته في الكلام واجتماع الساكنين فإذا لم يجتمع ساكنان لم يحذف. وكان يونس يذهب إلى أن العلة فيه " اجتماع الساكنين ولم يذكر غير ذلك وكان أبو عمرو " يذهب إلى أن العلة فيه كثرته في الكلام. واختلفوا في قولهم: (هذه هند بن زيد) فيمن صرف (هندا) فقال سيبويه ويونس: (هذه هند بنت زيد) بالتنوين لأنه لم يجتمع ساكنان.

وقال أبو عمرو: (هذه هند بنت عبد الله) فحذف لكثرته في كلامهم لا لاجتماع الساكنين كما حذفوا (لا أدر) و (لم أبل)، و (لم يك) و (خذ) و (كل) بأشباه ذلك وهذا كثير وقولهم: " هذا فلان ابن فلان " لا خلاف بينهم- فيما ذكره أبو العباس المبرد- أنه يجري مجرى زيد بن عمرو، ومثله، (طامر بن طامر)، و (ضل بن ضل) لأنها جعلت أعلاما للأناسي وهي معارف، وإن كانت كنايات، لأن (فلان ابن فلان) كناية عن العلم الذي لم


(١) البيتان من الرجز المشطور وهما في الخصائص ٥/ ٤٩١، وابن الشجري ١/ ٣٨٢، وابن يعيش ٢/ ٦، والخزانة ٢/ ١٧٠.
(٢) البيت في ديوانه ٣٨٢، وابن يعيش ١/ ٢٧.
(٣) البيت من شواهد سيبويه ٣/ ٥٠٦، وشرح الشواهد للأعلم ٢/ ١٩٨، والدرر اللوامع ٢/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>