للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أر ليلى بعد يوم تعرضت ... لنا بين أثواب الطراف من الأدم

كلابية وبرية حبترية ... نأتك وخانت بالمواعيد والذمم

أناسا عدى علقت فيهم وليتني ... طلبت الهوى في رأس ذي زلق أشم (١)

وقول الآخر:

ضننت بنفسي حقبة ثم أصبحت ... لبنت عطاء بينها وجميعها

ضبابية مرية حابسية ... منيخا بنعت الصيدلين وضيعها (٢)

قال: " وكل هذا سمعناه ممن يرويه من العرب نصبا، ومما يدلك على أن هذا ينتصب على التعظيم والمدح أنك لو حملت الكلام على أن تجعله حالا لما بنيته على الاسم الأول كان ضعيفا، وليس هاهنا تعريف ولا تنبيه، ولا أراد أن يوقع شيئا في حال لقبحه ولضعف المعنى ".

لأنه لم يرد أن ليلي في حال ما هي كلابية وبرية حبترية؛ لأنها أنساب لا تتغير، وكذلك قوله ضبابية مرية حابسية، فيحمل ذلك على تعظيم، شأنها بهذه الأشياء الرفيعة الشريفة عندها.

قال: " وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول:

أنا ابن سعد أكرم السعدينا (٣)

بنصبه على الفخر. قال الخليل: إنّ من أفضلهم كان زيدا على إلغاء كان "

كأنه قال: إنّ من أفضلهم زيدا كان؛ أي كان ذلك، وإنما قيل زائدة أنها ليس لها اسم ولا خبر في الكلام المذكور على مثل قول الشاعر:

سراة بني أبي بكر تسامي ... على كان المسومة العراب (٤)

وعلى مثل ما حكي من كلام بعض العرب ولدت فاطمة بنت الحرشب الكملة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم، ومعناه لم يوجد مثلهم وأدخل الخليل في ذلك قول الفرزدق:


(١) البيتان في الكتاب ١/ ٢٨٨.
(٢) البيتان في الكتاب ١/ ٢٨٩، والبيت الثاني في اللسان (صدل). ضبابية نسبها إلى الضباب وهم حي من بني عامر، ومرة وحابس حيان منهم.
(٣) ديوانه ٩١، وابن يعيش ١/ ٤٧، والكتاب ١/ ٢٨٩.
(٤) البيت بلا نسبة في ابن يعيش ٧/ ٩٩، والهمع ١/ ١٢٠، والدرر ١/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>