ومن حالة المحزون أن يضيق به المنزل فيطلب الفضاء الخالي لشكوى بثه.
وقوله:(قال أبو ذر: ليتني كنت شجرة تعضد) وهو من قول أبي ذر، ولكن ليس في كتاب أحد ممن نقل هو عن كتابه: قال أبو ذر، بل أدرج في الحديث.
ومنهم من قال: قيل هو من قول أبي ذر. قلت: وقد علموا أنه بكلام أبي ذر أشبه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أعلم بالله من أن يتمنى عليه حالا هي أوضع عما هو فيه، ثم إنها مما لا يكون.
[٣٩٩٣] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: (من خاف أدلج) أدلج بالتخفيف، وهو السير من أول الليل، والادلاج- بالتشديد: السير من آخر الليل. ومنهم [١٧٠/أ] من جعل الادلاج الليل كله، وهو أشبه بمعنى الحديث ومما ينشد من قول علي- رضي الله عنه-:
اصبر على السير والإدلاج في السحر ... وفي الرواح على الحاجت بالبكر
فجعل الإدلاج في السحر على الاتساع. ويحتمل أن يكون قوله: في السحر متعلقا بالسير.
[٣٩٩٧] ومنه قول أبي سعيد- رضي الله عنه- في حديثه:(كأنهم يتكشرون).