وكان ذلك في طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو أول طاعون وقع في الإسلام، مات منه سبعون ألفا في ثلاثة أيام.
وعمواس: قرية من قرى بيت المقدس، وقد كان بها معسكر المسلمين.
والعقاص: داء يأخذ الغنم فلا يلبثها أن تموت.
] ٤٠٥٣ [ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق ..) الحديث.
العمق والعمق: ما بعد من أطراف المفارز، وليس الأعماق ها هنا بجمع، وإنما هو اسم موضع بعينه من أطراف المدينة، وفيما وقع منها -على ليلتين أو ثلاث- موضع يقال له: العمق بضم العين وفتح الميم، والعامة بضم الميم وربما تسكنها. ويحتمل أن يقال له: الأعماق والعمق أيضا ويحتمل أنهما متغايران.
(ودابق) بفتح الباء دار نخلة موضع سوق بالمدينة.
وفيه:(فإن تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا). قلت: سبوا منا على بناء الفاعل، يريدون بذلك مخايلة المؤمنين بعضهم عن بعض، ويبغون به تفريق كلمتهم، والمرادون بذلك هم اللذين غزوا بلادهم فسبوا ذريتهم. والأظهر أن هذا القول منهم يكون بعد الملحمة الكبرى التي تدور رحاها بين الفئتين بعد المصالحة والمناجزة لقتال عدو يتوجه الى المسلمين، وبعد الغدرة] ١٧٦/ب [الروم بهم، وذلك قبل فتح قسطنطينية، فيطأ الروم أرض العرب فتنزل بالأعماق أو بدابق، فنسأل المسلمين أن يخلوا بينها وبين من سبى ذريتهم فيردون الجواب عليهم على ما ذكرنا في الحديث.
ومن الناس من يرويه على بناء المجهول، يرون أن المراد منهم الموالي، ولا أحققه.