فالظاهر أن قوله:(كأن)، سقط من قلم الكاتب، وإن وردت الرواية فالوجه فيه أن يقال: أحل وجوههم محل الشيء المشبه به ليكون أبلغ في التشبيه.
[٤٠٤٩] ومنه حديث جابر بن سمرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى). (ليفتحن) وجدناه في أكثر نسخ المصابين لتفتتحن بتاءين بعد الفاء، ونحن نرويه عن كتاب مسلم بتاء واحدة، وهو أمثل معنى؛ لأن الافتتاح أكثر ما يستعمل بمعنى الاستفتاح، فلا يقع موقع الفتح في تحقيق الأمر ووقوعه. والحديث إنما ورد في معنى الإخبار عن الكوائن.
و (العصابة): الجماعة من الناس والخيل والطير، وأراد بالأبيض أبيض المدائن، وهو قصر حصين كان لكسرى، وكانت الفرس تسميه كوشك، وهو اليوم موضع المسجد بها.
وقد سمعت بعض أهل الحديث [بهمدان أن] الأبيض الذي في الحديث هو الحصار الذي بهمدان، يقال له: شهرستان، وهو مما بناه دارا ب دارا، والأول أكثر.
[٤٠٥٢] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عوف مالك الأشجعي- رضي الله عنه- (ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم). أراد بالموتان الوباء وهو في الأصل موت يقع في الماشية. والميم منه مضمومة، واستعماله في الإنسان تنبيه على وقوعه فيهم وقوعه في الماشية، فإنها تسلب سلباً سريعاً.