للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٠٧٦] ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تقئ الأرض أفلاذ كبدها)

قيل: معناه أنها تخرج الكنوز المدفونة فيها.

قلت: ويحتمل أنه أراد به أيضا ما رسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه] ١٧٧/ب [قوله: (أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة) وسمي ما في الأرض كبدا تشبيها بالكبد التي في بطن البعير، وإنما قلنا في بطن البعير؛ لأن ابن الإعرابي قال الفلذ لا يكون إلا للبعير، وخص الكبد؛ لأنه عند العرب من أطايب الجزور، فإنها تقول أطايب الجزور: السنام والملحاء والكبد.

والأفلاذ: جمع فلذة، وهي القطعة المقطوعة طولا.

] ٤٠٧٨ [ومنه حديثه الآخر: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار م أرض الحجاز ..) الحديث.

يريد أنها تعلو وتستطع حتى تتضح لها أعناق الإبل في سواد الليل ببصرى. وبصرى مدينة حوران وقيل: هي مدينة قيسارية.

فإن قيل: كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين الحديث الذي يتلوه، وهو أيضا من حديث أبي هريرة، وهو مشكل جدا لأنه قال: (أول أشراط الساعة نار) فيلزم أن لا تتقدمها التي تخرج من أرض الحجاز، وقد سبقتها ورآها أهل المدينة ومن حولهم رؤية لا مرية فيها ولا خفاء، فإنها لبثت نحوا من خمسين يوما تتقد وترمي بالأحجار المحمرة بالنار من بطن الأرض إلى ما حولها مشاكلة للوصف الذي ذكره الله في كتابه عن نار جهنم: {ترمى بشرر كالقصر (٣٢) كأنه جمالت صفر}، وقد سال من ينبوع النار في تلك الصحاري مد عظيم شبيه بالصفر المذاب فيجمد الشيء بعد الشيء فيوجد شبيها بخبث الحديد؟

فالجواب -وبالله التوفيق ومنه المعونة- أن نقول: أن في أشراط الساعة كثرة، وأولها بعثة نبينا - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>