للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدخ بالضم لغة في الدخان، وقد ذكر بعض الشارحين فيه الفتح، ولم أعرفه من كلامهم، وهو من باب المضاعف.

قال الشاعر:

عند رواق البيت يغشى الدخا

وقد ذكر بعضهم أن إضماره الدخان كان لما في الحديث أن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان، وفي هذا الحديث أنه خبأ له يوم تأتي السماء بدخان مبين، فإن كان ذلك من قول عمر -رضي الله عنه- وهو الراوي للحديث فلا معدل عنه، وإن كان من قول بعض الرواة أدرج في الحديث] فالحديث [محتمل للقولين.

وفيه: (أخسأ فلن تعدو قدرك). أخسأ: كلمة زجر وإستهانة، أي: أسكت صاغرا مزجورا، فإنك وإن أخبرت عن الخبيء فلست تستطيع أن تتجاوز عن الحد الذي حد لك، يريد أن الكهانة لا ترفع بصاحبها، عن القدر الذي هو عليه وإن أصاب في كهانته.

منه: (فإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله). إنما قال ذلك لأنه كان من الولدان وقد منع عن قتلهم، ثم إن اليهود كانوا يومئذ مصالحين متمسكين بالذمة، فلم يكن ذمته لينقض بقوله الذي قاله؛ لنه كان صبيا.

وفيه: (وهو يختل) أي: يرتاد مغاقصته. يروم غرته من غير لا يشعر.

وفيه: (له فيها زمزمة). زمزمة اي: صوت، وهيفي الأصل صوت الرعد، ويقال لكلام المجوس عند الأكل: زمزمة. ورواه بعضهم بالراء المهملة، وهو تصحيف.

] ٤١٢٢ [ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-: (لبس عليه؛ فدعوه). أي: خلط عليه الأمر في كهانته فدعوه فإنه لا يحدث بشيء يصلح أن يعول عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>