للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكر الحافظ أبو موسى عن أستاذه اسماعيل ابن الفضل الحافظ أنه قال لم أر أحدا فسره، وكأن معناه يستره عن الخلق.] ١٨٧/ب [.

] ٤١٧٨ [ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث] أبي موسى [-رضي الله عنه-: (هذا فكاكك من النار).

فكاك الرهن ما يفتك به، أي يخلص، والكسر لغة فيه، حكاه الكسائي.

ووجه الحديث -والله أعلم- تسارعت إلى تكذيب كثير من الأنبياء -عليهم السلام- قديما وحديثا وكذبوا عيسى -عليه السلام- وقتلت زكريا ويحيى -عليهما السلام- ثم كذبت نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، والنصارى تقولت على عيسى، وأنكرت نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - مع ما كان عند كل واحد من الفئتين من العلم بذلك فهلكا بذلك وخلص الله المؤمنين بتصديقهم إياه فكان الذي أوبق الكتابي كفرة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما أنزل عليه، وال ذي خلص المؤمن به تصديقه إياه فأورث الله كل واحد من المصدق والمكذب مقعد صاحبه من الجنة والنار، أورث الكتابي مقعد المؤمن من النار، وأورث المؤمن مقعد الكتابي من الجنة، وعبر عنه تارة بالفكاك وتارة بالفداء على وجه المجاز والاتساع ولم يرد به تعذيب الكتابي بما اجترحه المسلم من ذنوب؛ فإن ذلك خارج عن مقتضى الحكمة، قال الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

] ٤١٨٠ [ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس -رضي الله عنه- (فعنكن كنت أناضل)

أناضل أي أدافع يقال فلان يناضل عن فلان، إذا تكلم عنه بعذره ودفع والأصل فيه المراماة.

<<  <  ج: ص:  >  >>