وفيه:(ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله من الشجرة) أصاب، أي أصابها.
وأكله، بدل من خطيئته.
وفيه:(ويذكر ثلاث كذبات) إحدى الكذبات قوله (اني سقيم)، والأخرى (بل فعله كبيركم)، والثالثة قوله لسارة:(هي أختي).
قلت: والخليل -عليه السلام- أتى في سائرها بالمعاريض، وقد كانت في ذات الله، وإنما خاف منها لتستره بالمعاريض مع استغنائه عنها بتأييد الله اياه.
وكل من كان وقته مع الله أصفىى وحاله أعلى ومنزلته أقرب كان حكمه في المعاملة أدق، وأمره في المؤاخذة أعوص.
وفيه:(فاستأذن عليه في داره).
قلت: إنما أضاف الدار إلى الله إضافة تشريف وتكريم، وهو أحد الوجهين في قوله سبحانه:{والله يدعو إلى دار السلام}، وقوله سبحانه:{لهم دار السلام عند ربهم}، وهو قول جمع من أهل العلم أن السلام ها هنا اسم من أسماء الله.
وأما قوله:(فاستأذن عليه) فإنه أراد به الاستئذان لدخول تلك الدار المكرمة بالإضافة إلى الله، والوقوف فيها موقف المسائلة والاستعطاف، وخاصية ذلك المكان بالنسبة إليه لا بالنسبة إلى الله، وذلك مثل مراجعة جبريل في تبليغ الرسالة وطلب الحاجة إلى مقامه الذي أقامه الله فيه، والحكمة في نقله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن موقفه ذلك] ١٨٩/أ [إلى دار السلام لعرض الحاجة هي أن موقف العرض والحساب موقف سياسة، ولما كان من حق الشفيع أن يقوم مقام كرامة فتقع الشفاعة موقعها؛ أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى النقلة عن موقف الخوف في القيامة إلى موقف الشفاعة والكرامة، وذلك أيضا مثل الذي يتحرى الدعاء في مواقف الخدمة؛ ليكون أحق بالإجابة.
وفيه:(فيحد لي حدا) يريد أنه يبين لي في كل طور من أطوار الشفاعة حدا أقف عنده فلا اتعداه، مثل أن يقول شفعتك فيمن أخل بالجمعات، ثم يقول شفعتك فيمن أخل بالجمعات ثم يقول شفعتك فيمن أخل بالصلوات.
ومنه فيمن شرب الخمر، ثم فيمن زنى، وعلى هذا ليريه علو الشفاعة في عظم الذنب.
] ٤١٩١ [ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس -رضي الله عنه-: (فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان).