للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٢٣٦] ومنه حديثه الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة).

سيحان: نهر بالشام، وكذلك جيحان، والأول من السيح، والثاني من جحن والنون فيه أصلية، وساحين نهر بالبصرة، وسيحون نهر بالهند، وجيحون نهر بلخ.

وأرى في الحديث وجهين: أحدهما: أن نقول: إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة لما فيها من السلاسة والعذوبة والهضم وتضمنها البركة الإلهية وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم عنها، وذلك مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في عجوة المدينة: (إنها من ثمار الجنة) وقد ذكرنا الوجه فيه.

والآخر: أن نقول: يحتمل أنه سمى الأنهار التي هي أصول أنهار الجنة بتلك الأسامي ليعلم أنها في الجنة بمثابة الأنهار الأربعة في الدنيا، أو لأنها مسميات بتلك التسميات فوقع الاشتراك فيها.

(ومن الحسان)

[٤٢٣٨] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (ينعم، لا يبأس).

قد ذكرنا تفسيره، وقد وجدناه في المصابيح، وفي بعض كتب الحديث: (يبؤس) بالهمزة المضمومة لدلالة الواو على الضم، وبأس الأمر يبؤس إذا اشتد، وبأس يبأس إذا افتقر، والغلط إنما وقع في رسم الخط، والصواب: لا يبأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>