والتحنث من حيث اللغة العربية: إلقاء الحنث عن نفسه، وزعم بعضهم أنه لم يرد من باب التفعل في معنى إلقاء الشيء عن النفس إلا التحنث والتأثم والتحوب.
وفيه (قبل أن ينزع إلى أهله) نزع إلى أهله ينزع نزاعا، أي: اشتاق، وبعير نازع، وناقة نازع: إذا حنت إلى أوطانها.
وفيه:(حتى جاءه الحق) أي: الأمر الحق، وهو الوحي أو جاءه رسول الحق وهو جبريل.
وفيه:(فأخذني فغطني) الأصل في الغط المقل في الماء والتغويص فيه، ولما كان الغط مما يأخذ تنفس المغطوط استعمل مكان الخنق، وفي بعض الروايات (فخنقني)، وفي بعضها:(فأبني) وفي معناه، (فأتني)، بالتاء أخت الطاء، وكلا اللفظين بمعنى الخنق.
وفيه:(حتى بلغ مني الجهد) روي بفتح الجيم وضمها، وبرفع الدال [٣٠٠] ونصبها والأجود ضم الجيم ورفع الدال، أي: بلغ مني الطاقة، [ولا أرى الذي يرويه بنصب الدال إلا قد وهم فيه]، أو جوزه من طريق الاحتمال، فإنه إذا نصب الدال عاد المعنى إلى أنه غطه حتى استفرغ قوته في ضغطته وجهد جهده بحيث لم يبق فيه مزيد، وهذا قول غير سديد، فإن البنية البشرية لا يستدعي استنفاد القوة الملكية، لاسيما في مبدأ الأمر، وقد دلت القضية على أنه اشمأز من ذلك وتداخله الرعب.
وفيه:(ولقد خشيت على نفسي) أدهشته هيبة البديهة، وأخذته سورة تلك الحالة، فأوجس في نفسه خيفة من الخيال.
وفيه:(وتحمل الكل): أي تحمل الثقل عن ذوي الأثقال، والكل: الثقل من كل ما يتكلف قال الله تعالى: {وهو كل على مولاه} ومنه قيل للعيال: الكل، وقيل لليتيم: الكل؛ قال الشاعر:
ويأكل مال الكل قبل شبابه ... إذا كان عظم الكل غير شديد
وفيه:(وتكسب المعدوم): زعم جمع من أهل العلم أن صواب هذا اللفظ: وتكسب المعدم؛ أي تعطي العائل وتمنحه؛ لأن المعدوم لا يدخل تحت الأفعال.