وتكسب: يجوز أن يكون من قولهم: كسبت زيدا مالا؛ ويجوز أن يكون من أكسبته مالا؛ قال الخطابي: وأفصحهما: كسبته، وذكر الهروي عن ابن الأعرابي: يكسب بضم الياء، وأنشد:
فأكسبني مالا وأكسبته حمدا
قلت: والمعدوم هي اللفظة الصحيحة بين أهل الرواية؛ وأجراها بعضهم على الاتساع، فرأى أنه أنزل العائل منزلة المعدوم مبالغة في العجز كقولك للبخيل أو الجبان: ليس بشيء، وعليه قول المتنبي:
إذا رأى غير شيء ظنه رجلا
وعلى مثل هذا يحمل قول ابن أبي أوفى- رضي الله عنه-: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقل اللغو) أي لا يغلو رأسا؛ قال الله تعالى:{فقليلا ما يؤمنون} أي: لا يؤمنون لا قليلا ولا كثيرا، وإنما ذكرت لفظ الكتب إرادة أنك لا تزال تسعى في طلب عاجز تنعشه كما يسعى غيرك في طلب مال ينعشه.
(وتعين على نوائب الحق) أي تعين الملهوف على ما أصابه من النوائب التي يحق على حماة الحقيقة المعاونة فيها.
وفيه:(فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى): قال بعضهم: الناموس: صاحب سر الخير، والجاسوس: صاحب سر الشر؛ قيل: وأصله من نامست الرجل: إذا ساررته.
وفيه:(يا ليتني فيها جذعا): قال بعضهم: ليتني فيها جذعا نصب على إضمار كنت؛ لأن ليت قد شغل بالمكنى فلم يبق له عمل فيما بعد، هذا كلام صحيح، وفي إضمار كنت كلام، والصواب أن ينصب على الحال، والتقدير: يا ليتني باق فيها جذعا، أي جلدا قويا شابا، بمثابة الجذع من الخيل؛ قال الراجز:
يا ليتني فيها جذع .... أخب فيها وأضع
ويقال: فلان في هذا الأمر جذع إذا كان أخذ فيه [٣٠١] حدثا. وأنث الضمير في قوله:(يا ليتني فيها) إرادة للنبوة أو للدعوة أو للأيام التي تظهر فيها.
وفيه:(أنصرك نصرا مؤزرا)، أي: بالغا في القوة، مأخوذ من الأزر وهو القوة.
وفيه:(لم ينشب ورقة) أي لم يمكث ولم يبرح، وحقيقته أنه لم يتعلق بشيء، ولم يشتغل بغير ما هو فيه.