[٤٧٠٦] ومنه: حديث حذيفة- رضي الله عنه-: (إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا ... الحديث). قال أبو عبيد: الدل قريب المعنى من الهدى، وهما من السكينة والوقار في المنظر والهيئة والشمائل وغير ذلك وفي الحديث:(كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرحلون إلى عمر- رضي الله عنه- وينظرون إلى سمته وهديه ودله فيتشبهون به).
قلت: ويشبه أن يكون الدل ما يدل على صلاح صاحبه من حسن الحديث وحسن الهيئة. والسمت: السيرة. والهدى: الطريقة المرضية. يقال: فلان حسن الهدى: إذا كان محمود الطريقة في الأمور كلها، وقد فسرنا هذه الكلمات فيما مر من الكتاب. وقوله:(لا يدري ما يصنع في بيته إذ خلا) يريد: إنا نشهد له بما يستبين لنا من ظاهر أمره، ولا يدرى ما بطن منه.
[٤٧٠٩] ومنه قول أبي الدرداء- رضي الله عنه- في حديثه:(صاحب النعلين والوساد والمطهرة) يريد: أنه خص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخدمات ثلاث: بأخذ النعلين إذا جلس في المجلس، وبوضعهما إذا نهض منه، وبتسوية المضجع ووضع الوساد إذا أحب النوم، ويحمل المطهرة إذا أراد الوضوء، وذكر ابن عبد البر في كتابه أنه أسلم وهو غلام، فضمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، فكان يلج عليه، ويمشي أمامه ومعه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك.