[٤٧١٤] ومنه حديثه الآخر (جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة ..) الحديث.
قلت: قد جمع القرآن جمع من المهاجرين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالمراد من الأربعة: أربعة: من رهط أنس، وهم الخزرجيون. ويحتمل أنه أراد أربعة من الأنصار أوسهم وخزرجهم، وهو أشبه، وقد كان بين الحيين مناوأة قبل الإسلام بقيت منها بقية من العصبية بعد الإسلام، فلعله ذكر ذلك على سبيل المفاخرة، وهو الصحيح، لما روى عن أنس أنه قال:(افتخرت الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا من اهتز العرش لموته سعد بن معاذ.
وقالت الخزرج: منا أربعة فرأوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب. فقوله: (لم يقرأه عنهم) أي: لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس.
[٤٧١٥] قول خباب- رضي الله عنه- في حديثه:(فهو يهدبها) يقال: هدب الناقة يهدبها [٣٣٦] بالكسر، أي [احتلبها] وهدب الثمرة: إذا اجتناها.
[٤٧١٦] ومنه حديث جابر- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(اهتز العرش لموت سعد بن معاذ)(اهتز)[اهتشاشا وسرورا بنقلته من الدار الفانية، إلى الدار الباقية] وذلك لأن أرواح السعداء الشهداء [مستقرها] تحت العرش، تأوى إلى قناديل معلقة هنالك، ولو ذهب ذاهب إلى أنه اهتز استعظاما لتلك الوقعة، فله وجه. قال ابن ميادة:
الريح تبكي شجوها .... والبرق يلمع في غمامه
ومنهم من ذهب في العرش إلى السرير الذي حمل عليه، وليس بشيء، لودود الرواية بعرض الرحمن.
[٤٧١٧] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه-: (المناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين). يريد: أن المناديل التي يمسح سعد بها يده خير من هذه.