وإنما أراد به الموافقة أي: كنت أختار موافقتهم على موافقة غيرهم، لما لهم من حق الجوار، ووفاء الذمة، وحسن العهد فيما بايعوني عليه.
وفيه:(الأنصار شعار، والناس دثار) الشعار: ما يلي الجسد منا لثوب لمماسته الشعر، و (الدثار) ما فوق الشعار. يريد: أنهم بطانتي وأقرب الناس إلى. وفيه:(إنكم سترون بعدي أثرة) أي: يستأثر غيركم بحقكم فاصبروا. وقد مر القول فيه.
[٤٧٢٨] ومنه: قول - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه:(كلا، إني عبد الله ورسوله) كلا: ردع. أي: ليس الأمر على ما توهمتم. وقوله:(إني عبد الله ورسوله) أي: كوني على هذه الصفة يقتضى أن لا أعود إلى دار تركتها لله، وأن لا أرغب في بلدة هاجرت منها إلى الله.
قوله:(هاجرت إلى الله وإليكم) يعني: أن القصد في الهجرة كان إلى الله، وأن التهاجر من دار قومي كان إلى داركم. وقوله:(المحيا محياكم والممات مماتكم) يريد: ما حييت أحيا في بلدكم، كما تحيون فيه، وإذا توفيت في بلدكم كما تتوفون، لا أفارقكم حيا ولا ميتا.
وفيه:(إلا ضنا بالله ورسوله) يريدون: ما قلنا قولنا ذلك إلا ضنة بما آتانا الله من [٣٣٧] كرامته، خشية أن يفوتنا فيناله غيرنا، وشحا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينتقل من بلدتنا إلى بلدته.
[٤٧٣٠] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس- رضي الله عنه-: (فإنهم كرشي وعيبتي) الكرش لكل