عليك)، (السلام علينا) ثم إن التشهد وإن اختلف في بعض ألفاظه عن جمع من الصحابة فإن أصحه إسنادا وأشهره رجالا وأكثره اختيارا من العلماء تشهد ابن مسعود- رضي الله عنه- ثم إن في سائر روايات التشهد المعتد بها السلام بالألف واللام كما في رواية عبد الله بن عباس- رضي الله عنه- وذلك في الحديث الذي يتلو هذا الحديث وهو أيضا حديث صحيح، فإن قيل كل ما ورد به التنزيل فهو على نعت التمام والبلاغة، لا ترجيح لبعضه على بعض، وقد ورد بهما التنزيل في قصة يحيى وقصة عيسى- عليهما السلام-؛ فالجواب أن الأظهر أنهما في التنزيل على معنى الإخبار أي سلمني الله من الآفات حيا وميتا، لا على معنى التحية، ويبعد أيضا أن يكون على معنى الدعاء لقوله (يوم ولد) والذي (...) إنما تحقق في الحالة المرجوة دون الواقعة الماضية ولو قدر أن يكون دعاء أو تحية لكان لنا أن نقول: قول عيسى- عليه السلام- أتم وأبلغ لاحتوائه على المعاني التي ذكرناها وخلو الآخر عن أكثرها.
وبعد فهذه كلمات علمية وقعت في الذهن فأحببت إيرادها نظرا إلى اختيار أبلغ اللفظين وأتم الروايتين فمن حمله على العصبية التي ابتلي بها القاصرون من أهل المذاهب فالله بيني وبينه وهو حسبي ونعم الحسيب.
[٦٢٣] ومنه: (٨٩/أ) قول ابن مسعود- رضي الله عنه- (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف). المراد من الركعتين الأوليين الأولى والثالثة من كل صلاة رباعية فهما الأوليان من كل ركعتين يقع الفاصل بينهما بالتشهد أي لم يكن يلبث إذا رفع رأسه من السجود في هاتين الركعتين حتى ينهض قائما وإنما ذكر ذلك الصحابي في الرباعية ما يكون ركعتين أو ثلاثا اكتفاء بذكر الأولى من كل ركعتين والرضف الحجارة المحماة يوغر بها اللبن واحدها رضفة وإنما ذكر الرضف للمبالغة في الاستيفاء ولأن أحدا لا يكاد يتلبث على الرضف.