عثمان وكثر الناس رأى النداء الثالث على دار في السوق يقال لها الزوراء قلت: والزوراء أيضاً اسم مال بالمدينة لأحيحة بن الحلاج وفيه يقول:
إني مقيم على الزوراء أعمرها .... إن الكريم على الإخوان ذو المال
وهذه أشهر بهذه التسمية من الزوراء المذكورة في الحديث، ومن الناس من تشتبه عليه ولا وجه للنداء على الزوراء التي هي من أموال أهل المدينة، والمعول في ذلك على الحديث الذي ذكرناه، قلت: ولعل هذه الدار سميت زوراء لميلها عن عمارات البلد [١١٩/ب] يقال قوس زوراء لميلها أو لأنها بعيدة عنها، يقال: أرض زوراء اي بعيدة قال الأعشى:
يسقى دياراً لها قد أصبحت غرضاً .... زوراء أجنف عنها القود والرسل
[٩٤٣] ومنه: حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنهما - في حديثه (وكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً) أصل القصد استقامة الطريق ويستعمل فيما بين الإسراف والتقتير، والمراد به ههنا إقامة الخطبة والصلاة مقترنة بالرعاية عن طرفي التطويل والتقصير في حكم الدين، ولما شرع رسول الله ? أن تكون الصلاة أطول من الخطبة أعاد لفظ القصد في الخطبة ليعلم أن القصد في الخطبة غير القصد في الصلاة، فلم يقل: وكانت صلاته وخطبته قصداً تفريقاً بين القضيتين.
[٩٤٤] ومنه: حديث عمار رضي الله عنه سمعت رسول الله ? يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر