للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو ..) الحديث. قلت: قد ألف العلماء في شرح أسماء الله تعالى كتبا مفردة أتوا فيها على ما يستفتح به الغلق عن ألفاظها، ويستوضح به العويص من معانيها، فلم نر أن نتعمق في شرحها، ولا أن نضرب صفحا عن ذكرها، ورأينا أن نستكشف عن غريب ألفاظها بمقدار الحاجة، لئلا يفتقر المحصل في بيانها إلى غير هذا الكتاب، فمن ذلك: القدوس السلام، وقد مر تفسيرهما.

ومنه المؤمن، قيل: إنه الذي لا يخاف ظلمه، وقيل: الذي آمن أولياءه عذابه، وقيل: المصدق عباده المؤمنين يوم القيامة.

ومنه المهيمن، ومعناه: القائم على خلقه: قال الله عز وجل: {مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} أي قائما على الكتب، قال الشاعر:

ألا إن خير الناس بعد نبيه .... مهيمنه التاليه في العرف والنكر

ومنه العزيز، ومعناه: القاهر الغالب، تقول: عز فلان فلانا يعزه عزا: إذا غلبه.

قال الله تعالى: {وعزني في الخطاب} أي غلبتني، قال عمر بن أبي ربيعة:

هنالك إما يعز الهوى .... وإما على أثرهم تكمد

ومنه الجبار، وهو القهار، ويكون أيضا المسلط، قال الله تعالى: {وما أنت عليهم بجبار} أي: مسلط، ويقال للذي يقتل على الغضب: جبار، ويحتمل في صفة الله أن يكون من الإجبار الذي هو في معنى الإكراه. أو من الجبر في معناه أيضا، يقال: جبره السلطان وأجبره، على هذا فسر بالقهار والمسلط. ويحتمل أن يكون من الجبر، وهو أن يغنى الرجل من فقر، أو يصلح عظمه من كسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>