للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه المتكبر، قيل: هو ذو الكبرياء، والكبرياء عند العرب: الملك، قال الله تعالى: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} أي: الملك، وقد مر في الكتاب تفسيره.

ومنه البارئ: وهو الخالق، يقال: برأ الله الخلق، ومنه البرية تركت العرب همزها، والبارئ خص بوصف الله فلا يسلك به مسلك المجاز، ولا يتسع فيه كما يتسع في الخلق. والفرق بينهما أن الخالق في كلامهم: المقدر {وتخلقون إفكا} أي: يقدرون كذبا، {فتبارك الله أحسن الخالقين}، أي: المقدرين والبارئ هو الذي خلق الخلق بريئا من الاضطراب وعدم التناسب، متميزا بعضه من بعض بالأشكال المختلفة والصور المتباينة، ولهذا المعنى اختص في الغالب في الحيوان، فلا يستعمل في الجمادات إلا في النادر؛ لأن المعنى الذي ذكرناه في الحيوان أكثر وأظهر.

ومنه الفتاح، وهو الحاكم، قال الله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}، ومعناه: إن تستقضوا فقد جاكم قضاء الله، ومنه قوله تعالى: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} قال الشاعر:

ألا أبلغ بني عمرو رسولا .... بأني عن فتاحكم غني

أي عن محاكمتكم.

ومنه: القابض والباسط؛ هو الذي يوسع الرزق ويقتره على ما تقتضيه الحكمة، ويحسن القرآن في الذكر بين هذين الاسمين، وكذلك في كل اسمين يردان موردهما، كالخافض والرافع، والمعز والمذل، والضار والنافع، فإن ذلك أنبأ عن القدرة، وأدل على الحكمة، والأولى لمن وفق لحسن الأدب بين يدي الله أن لا يفرد الاسم المنبئ عن القبض والخفض وما في معناهما، بل يضم إلى ذلك ما هو أعرف عن وجه الحكمة.

ومنه: الحكم والحاكم، وذلك لمنعه الناس عن المظالم.

ومنه: العدل، مصدر أقيم مقام الاسم، وحقيقته ذو العدل، وهو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، والعدل خلاف الجور.

ومنه: اللطيف، وهو البر بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين، ويهيئ لهم ما يتسببون به إلى المصالح من حيث لا يعلمون، ومن حيث لا يحتسبون.

ومنه الخبير: وهو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته، وإذا وصف به المخلوقون فإنه يراد به نوع من العلم يدخله الاختيار، وتعالى الله عن ذلك، فإن علمه سواء فيما ظهر وفيما بطن.

ومنه: الغفور الشكور بناء الكلمتين للمبالغة، وهو الذي تكثر مغفرته (١٨٨/ب) ويشكر لليسير على الطاعة.

ومنه: المقيت، وهو المقتدر عند أكثر أهل اللغة، قال الشاعر:

وذي ضغن كففت الفضل عنه .... وكنت على مساءته مقيتا

وقيل: هو الحافظ للشيء، والشاهد له، قال الشاعر

<<  <  ج: ص:  >  >>