ومنه: الظاهر وهو لآياته الباهرة الدالة على وحدانيته وربوبيته، ويحتمل أن يكون من الظهور الذي هو بمعنى العلو والغلبة، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنت الظاهر فليس فوقك شيء).
ومنه الباطن. وهو الذي لا يتولى عليه توهم الكيفية، وهذان الاسمان واللذان قبلهما لا يقال إلا مزدوجين، وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجليه ببصائر المتفكرين، وقيل: هو العام بما ظهر من الأمور، والمطلع على ما بطن من الغيوب.
ومنه الوالي هو المالك للأشياء، المتولي لها، وقد يكون بمعنى المنعم عوداً على بدء
ومنه البّر، هو العطوف على عباده، الذي عم ببره جميع الخلق، يحسن إلى المحسن بتضعيف الثواب، وإلى المسيء بالصفح والعفو وقبول التوبة.
ومنه: ذو الجلال والإكرام، وقد مرّ تفسيره.
ومنه المقسط، وهو العادل الذي لا يجور، أقسط الرجل فهو مقسط: إذا عدل، قال الله تعالى} إنْ الله يحب المقسطين {.
ومنه الجامع، وهو الذي يجمع الخلائق ليوم لا ريب فيه، وقيل: الجامع لأوصاف الحمد والثناء.
ومنه: المانع، قيل هو من المنعة أي: يحوط أولياءه وينصرهم، وقيل: من المنع والحرمان، أي يمنع من يستحق المنع، فمنعه حكمة، وعطاؤه جود ورحمة.
ومنه: الضار النافع، وقد بينا الوجه فيه وفي نظائره.
ومنه النور، وقد تكلمنا في بيانه في قوله: (أنت نور السموات والأرض).
ومنه (البيع) وهو الذي فطر الخلق مبدعاً لا على مثال سبق.
ومنه: (الوارث) وهو الباقي بعد فناء الخلق، وصف الله نفسه بأنه (الوارث)؛ لأن الأشياء صائرة إليه، قال:
هون عليك ولا تولع بإنفاق .... فإنما [الدنيا] للوارث الباقي
ومنه: (الرشيد) هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، وقد تكون بمعنى [المدبر] الحكيم، أي ذي الرشد لاستقامة تدبيره.
ومنه (الصبور)، والصبور فيما يتعارفه الخلق من صفات المخلوقين، هو القادر على الصبر، وتعالى الله سبحانه بأن يطلق ذلك في صفته إطلاقه في المخلوقين، وإنما يقع ذلك موقع البيان للمعنى الذي يبعد عن أفهامنا بما نعرفه في الشاهد وما أكثر ما يوجد من هذا الباب في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد أشرنا إلى نظائره في غير هذا الموضع، فمعناه في صفة الله: هو الذي لا يعاجل بعقوبة العصاة، لاستغنائه عن التسرع حذراً من الفوات، ثم لاستواء القريب والبعيد في حكمه. وهو قريب المعنى من الحليم، إلا أن اسم الحليم