للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: الولي، وهو الناصر ينصر عباده المؤمنين، وهو أيضاً المتولي [لأمور العالم] القائم به، وأصله من الولي: وهو أقرب. ومنه: المحصي، وهو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يعزب عنه مثقال ذرة.

ومنه: القيوم، وهو القائم الدائم على كل شيء، ويقال أيضاً القيام، والقيم، والقيوم نعت المبالغة في القيام على الشيء. ومنه الواجد، ويكون الواجد من الجدة، فيكون المراد الغنى الذي لا يفتقر إلى شيء، ويكون من الوجود، وهو الذي لا يحول بينه وبين ما يريده حائل.

ومنه: الواحد الأحد، كلا الاسمين دال على معنى الواحدانية، وقد قيل: الفرق بينهما أن الواحد هو المنفرد بالذات، لا يضاده آخر، والأحد المنفرد بالغنى لا يشاركه فيه أحد، والواحد يصلح في الكلام في موضع الإثبات، والأحد في موضع الجحود، ولا يستعمل وصفاً مطلقاً إلا في وصف الله سبحانه. ولم نجد الواحد في الأسماء المروية عن أبي هريرة، عن طريق صفوان بن صالح في كتاب أبي عيسى، فإنه يرويه عن إبراهيم بن يعقوب عنه، وهو موجود في سائر نسخ المصابيح، فلعله لم ينقله من كتاب أبي عيسى، ونقله من غيره، فإن هذا الحديث يروي بطريق آخر سوى طريق أبي عيسى، وأرضاها ما رواه عن إبراهيم عن صفوان عن الوليد بن مسلم عن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزَّناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

ومنه الصمد، اختلفت أقاويل أهل التفسير في بيانه، وأولى تلك الأقاويل بالتقديم ما وافق أصول اللغة، واشتهر من أهل اللسان، وهو أن الصمد: السيد المتفوق في السؤدد، الذي يصمد إله الناس في حوائجهم وأمورهم، قال الشاعر:

سيروا جميعاً بنصف الخيل واعتمدوا .... ولا رهيبة إلا سيدٌ صمدُ

ومنه: القادر وهذا وإن كان ظاهر المعنى فإنما أردنا بإيراده. (١٨٩/ب) أن نذكر أنه محتمل لكونه في معنى المقدر، قال الله تعالى: {فقدرنا فنعم القادرون}.

ومنه المقتدر، وزنه مفتعل من القدرة، والاقتدار أبلغ وأعم؛ لأنه يقتضي الإطلاق. والقادر والمقتدر إذا وصف الله تعالى بهما فالمراد منه نفي العجز عنه، فيما يشاء ويريد، ومحال أن يوصف بالقدرة المطلقة معنى غير الله، وإن أطلق عليه لفظاً.

ومنه: المقدم المؤخر، معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزيل الأشياء منازلها وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك، على ما يقتضيه الحكمة، قال الخطابي: والجمع بين هذين الأسمين أحسن منه التفرقة كما قلنا في بعض ما تقدم من الأسماء. ومنه الأول الآخر فالأول: هو الذي لا شيء قبله ولا معه، والآخر: الباقي بعد فناء الخلق، المتعالي في أوليته عن الابتداء، كما هو المتعالي في آخريته عن الانتهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>